صنعاء وكالات نفت مصادر حكومية يمنية وكذلك سعودية امس ما اعلنته في وقت سابق مصادر طبية عن ان الرئيس اليمني علي عبد الله صالح غادر البلاد للعلاج في المملكة، وربما بشكل نهائي. جاء ذلك فيما أكدت مصادر مقربة من الحكومة ان رئيس مجلس النواب يحيى الراعي ورئيس مجلس الشورى عبدالعزيز عبدالغني ورئيس الوزراء علي محمد مجور، ونائب رئيس الوزراء للشؤون الداخلية صادق امين ابو راس، نقلوا بطائرة خاصة وبصورة عاجلة الى السعودية لاستكمال تلقيهم العلاج بعد الاصابات القوية التي تعرضوا لها في قصف استهدف القصر الرئاسي بصنعاء ظهر اول امس. وأكدت المصادر ذاتها حالتهم قد تدهورت في وقت مبكر من فجر امس، وأن غالبيتهم تعاني من اغماء متواصل منذ أصابتهم، في حين ان رئيس الوزراء في حالة موت سريري، ما استدعى نقلهم بصورة عاجلة لتلقي العلاج في السعودية. و قد ساد امس هدوء حذر بالعاصمة اليمنية صنعاء باستثناء إطلاق بعض الأعيرة النارية التي لم يعرف مصدرها، في الوقت الذي خرج فيه آلاف اليمنيين من أبناء العاصمة ومحافظة (حجة) شمال صنعاء ومحافظة (مأرب) جنوب شرق العاصمة إلى الشوارع «احتفاء بسلامة الرئيس على عبد الله صالح» ، من محاولة اغتياله أثناء صلاة الجمعة أمس. وكان التلفزيون الرسمي اليمني قد بث مساء اول امس كلمة صوتية للرئيس صالح اكد فيها انه بخير بعد القصف الذي استهدف مسجد القصر الرئاسي والذي اسفر عن مقتل سبعة ضباط من الحرس الجمهوري.
نفي أمريكي
وعلى صعيد متصل وصف المتحدث باسم الخارجية الأمريكية مارك تونر، اتهام الولاياتالمتحدة، خاصة الرئيس الأمريكي باراك أوباما ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون بالوقوف مباشرة وراء التحريض على قتل والانقلاب على الرئيس اليمني علي عبد الله صالح امس، بأنه كلام سخيف. وأضاف تونر، أنه لا يمكن السيطرة على الوضع الأمني المتدهور في اليمن إلا من خلال نقل السلطة بشكل منتظم وسلمي. وعما إذا كانت الولاياتالمتحدة قد تأكدت من مقتل أو سلامة الرئيس اليمني على عبد الله صالح، قال مسؤولون بالخارجية الأمريكية أن هناك معلومات متضاربة، وإن موظفي السفارة الأمريكية في صنعاء يتحققون ميدانيا من هذه المعلومات المتضاربة، ولكن ليس هناك تأكيد أو نفي في هذا الصدد. وقد ادان البيت الابيض بشدة امس أعمال العنف التي وقعت في اليمن والتي قال انها اعمال لا معنى لها , بما فيها الهجوم على مسجد في القصر الجمهوري, والهجمات التي تحدث في صنعاء ومناطق اخرى من اليمن. كما طالبت فرنسا من ناحيتها بوقف «فوري» لاطلاق النار في اليمن مجددة دعوة الرئيس علي عبدالله صالح الى التنحي وداعية مواطنيها الذين لا يزالون موجودين في هذا البلد الى مغادرته من دون تاخير، فيما بدأ الاتحاد الأوروبي بتنظيم عملية إجلاء لمواطنيه من اليمن، حسب ما صرحت مفوضة الشؤون الخارجية في الاتحاد كاترين أشتون.
الأحداث في تعز
في غضون ذلك أفادت أنباء عن مقتل ثلاثة متظاهرين،في محافظة تعز جنوب صنعاء، في هجوم للقوات الحكومية على المتظاهرين استمر حتى وقت متاخر مساء اول امس. وأكد شهود عيان أن مسلحين قبليين ممن تعهدوا بحماية المتظاهرين أحرقوا سيارتين تابعتين لقوات الأمن وأصابوا دبابة بقذيفة، وتمكن آلاف المتظاهرين من السيطرة ثانية على ساحة الحرية واستعادتها بعد تراجع القوات الحكومية التي كانت قد تمركزت فيها الى أماكن أخرى.