كمال بن يونس الاحداث المؤلمة التي تشهدها منطقة الحوض المنجمي استحثت كثيرا من الهمم للدعوة الى معالجة الاسباب العميقة للمصادمات الدامية وعلى راسها الفقر والبطالة والتهميش وانسداد الآفاق والمشاكل التي تقترن بعصابات تهريب المخدرات والاموال والبضائع في عدد من مدن الجنوب من الجزائر وليبيا واليهما.. وقبل المتلوي بسنوات اندلعت احداث عنف دامت اشهرا طوالا في جهات مختلفة من منطقة الحوض المنجمي فتعاقبت الاجراءات والقرارات والتحرّكات التي حاولت معالجة نفس "الاسباب العميقة" للاضطرابات.. وحصل نفس الشيء لاحقا في مناطق مختلفة من ولايات الوسط والجنوب والشمال الغربي خاصة في سبيطلةوالقصرين وبوسالم.. وفي الصائفة الماضية تابعنا طوال شهر رمضان الاحتجاجات الاجتماعية في بنقردان والتي امتدت الى مدنين وتطاوين وقابس.. والاسباب العميقة كالعادة كانت البطالة والفقر واحساس الشباب بالتهميش.. وهي نفس العوامل التي فجرّت انتفاضة الشباب العاطل عن العمل في عدد من مدن ولاية سيدي بوزيد ثم في القصرين وتالة قبل اشهر.. ثم تطورت الى تحركات اجتماعية رفعت سقفا اعلى من المطالب السياسية شملت لاحقا جل الولايات الساحلية والداخلية قبل ان تصل الى العاصمة وتؤدي الى انهيار المؤسسات الادارية والسياسية المركزية للدولة.. واليوم لا بد ان يدرك الجميع ان المتلوي وبقية الحوض المنجمي وبن قردان ومختلف الاحياء والمناطق الفقيرة في الجنوب والشمال لم تعد تريد حلولا ترقيعية ولا اجراءات ادارية بل خطوات ملموسة تكرّس الامن الاقتصادي والاجتماعي والسياسي في البلاد وتؤدي الى معالجة جذرية لمعضلات البطالة والفقر والتهميش وكل المشاكل الثقافية والاجتماعية المستجدة التي جعلت تونسيين يقدمون عام 2011 على قتل ابناء عمومتهم وضربهم بالحجارة والسكاكين والرصاص.. والى شل مؤسسات عملاقة مثل فوسفاط قفصة وبريتش غازومصانع الاحذية والملابس في الساحل والشمال.. كل هذه المؤشّرات تؤكّد حاجة البلاد الملحة الى تنظيم انتخابات عامة في اقرب وقت للخروج من معضلة اللاشرعية والفلتان الامني والاعلامي..