شارع الحرية برنامج إذاعي صباحي من برامج المنوعات يؤثثه الاذاعي القدير الحبيب جغام هذا المنشط الذي بسنوات تجربته الثرية وبثقافته الغزيرة التي نهلت من ينابيع الاعلام التونسي والعربي وتربى على سماع وبث الطرب الراقي والاصيل فكان خير خلف لخير أخ المرحوم صالح جغام فقيد الاعلام الإذاعي في تونس هذا المنشط في برنامج اليومي «شارع الحرية» يؤثث حصة تداخلت فيها الخدمات والاعلام والاستضافات الفنية على أنواعها مع متابعة دقيقة للحركة الفنية والثقافية في تونس. وقد شدتني احدى حلقات الاسبوع الماضي عندما خصص فقرة للحديث عن الكوميدي الراحل يونس شلبي وبث حديثه معه بمشاركة الفنان حسن مصطفى وكانت من الاحاديث الشيقة والنادرة مع نجمين من نجوم الكوميديا العربية. ثم تحوله الى موضوع آخر كان مثار جدل دائما بين صناع الاغنية في تونس وهي أزمة الكلمة «إن كانت هناك أزمة» حقا. فالشعراء يشتكون من تجاهل الفنانين لهم والملحنون والمغنون يصرون على أن الازمة هي أزمة كلمة لذلك يلتجئون الى الكلمات المصرية واللبنانية والخليجية وربما الهندية والتركية في وقت قريب وذلك حتى يحققوا الانتشار العربي والعالمي المنشود.. ولعل ما أثلج الصدر هو سعة اطلاع الحبيب جغام وإلمامه بالموضوع وترك الحرية الكاملة لمحدثه ليجيب عن الاسئلة المقدمة والتي اعتقد جازم الاعتقاد بأنها كانت معدة جيدا وبكل ذكاء ولعل إيمان الحبيب جغام بالكلمة التونسية الاصيلة هو ما جعله يتقدم بتصور لقاء شهري على الاقل مع شاعر غنائي ليس من الذين احتكروا الساحة بل من الشعراء المغمورين الذين لم يجدوا مساحة للتعريف بإنتاجهم سواء في التلفزة أو الاذاعة وربما ربط الصلة مع بعض الفنانين لمجرد الاستماع الى هذه الاصوات الشعرية التي تمتلك مخزونا هائلا من القصائد والاغاني الرائعة ولكنها مازالت حبيسة الاوراق والكراسات وأدراج المكاتب في لجنة اختبار الكلمات بالاذاعة، مشروع جرىء نرجو أن يرى النور قريبا على الاذاعة الوطنية في انتظار أن نرى مشروعا موازيا تلفزيا فأصواتنا الشعرية وخصوصا الغنائية منها لا تتمتع ولو بنسبة 1% مما تتمتع به البرامج الرياضية والمسلسلات والاغاني في حين أن على الاقل هناك خمس قنوات فضائية خليجية مخصصة للشعر الشعبي الذي هو حجر الأساس في الاغنية الخليجية المعاصرة. فشكرا لشارع الحرية وللحبيب جغام الذي بدا في «تفريك الرمانة».