بقلم المربية: خولة شعباني (المدرسة الصادقية) لعلّ أبرز ما يمكن أن نلاحظه إجمالا في ما يتعلق بمحتوى المادة الإذاعية التي تقترحها مختلف الإذاعات الحكومية والخاصة هو الاهتمام بشواغل واهتمامات وتطلعات الشاب التونسي وهو توجه ينضوي ضمن المساهمة في الاحتفال بالسنة الدولية للشباب التي تم إقرارها هذه السنة من قبل منظمة الأممالمتحدة استجابة وتلبية للمقترح القيم الذي قدمه سيادة رئيس الجمهورية زين العابدين بن علي وهي بادرة متفردة يحق لنا ولكل الشباب التونسي أن نفتخر بها في الداخل والخارج نظرا لعمق معانيها ودقة دلالاتها. الإذاعة الوطنية: نزوع لا محدود إلى التجديد والجودة مع حرصها الدائم إلى المحافظة على ثوابتها وتوجهاتها التي تراهن دائما وأبدا على الإبداع والتميز تسعى الإذاعة الوطنية سعيا دائبا إلى مواكبة مختلف المتغيرات السياسية والاقتصادية والثقافية بحرفية عالية من خلال ما تقترحه على المستقبل من مضامين إذاعية راقية شكلا ومضمونا قد شملت مختلف اهتمامات وشواغل المتلقي. ولعل من أبرز العناوين التي تشدنا بلا حدود عبر أمواج الإذاعة الوطنية التونسية يمكن أن نذكر منوعة نغم على الطريق للإذاعي القدير وليد التليلي وهي شرفة أثيرية تفتحها الإذاعة الوطنية لمصافحة مستمعيها عبر ما تقترحه عليهم من درر إذاعية نادرة غالبا ما تكون من اختيار المتلقي وهو موعد أسبوعي يبث كل يوم ثلاثاء بداية من الساعة السادسة والربع لينتهي في حدود الساعة الثامنة مساء هذا إلى جانب منوعة «الصباح الجديد» بما تتضمنه من فقرات وأركان قارة ك«من وحي الخاطر» أو «صيانة ووقاية» لإسماعيل النيبوعي أو «دنيا الرياضة» في شكل تليكسات رياضية وأخرى حديثة العهد تم إدراجها مؤخرا على غرار «صباح الأعمال» التي تشرف على إعداده وتقديمه الصحفية «جنات بن عبد الله» صحبة «عماد شطارة» وتسعى هذه الفقرة عموما إلى تفسير بعض الظواهر والمصطلحات الاقتصادية الحديثة مع إبراز لمخلتف المستجدات والأخبار في عالم الاقتصاديات بأسلوب سلس ممتع موجز وبرقي غرضه الإفادة والإبلاغ. هذا إلى جانب فقرة الحوارات المسجلة التي تعدها بامتياز الإذاعية الواعدة «مريم الغربي». أما في ما يتعلق بالعناوين الأخرى يمكن أن نذكر «شارع الحرية» الذي يتداول على تقديمه يوميا جملة من الإذاعيين والإذاعيات على غرر الحبيب جغام ولطفي الفهري وأنيس الحرزي ونبيلة عبيد وغيرها من الأسماء الإذاعية الأخرى. أيضا «على الخط» هذا البرنامج الذي ننتظره دائما بفارغ الصبر مساء كل خميس بداية من الساعة السادسة والربع بما يتضمنه من مادة إذاعية دسمة و يُعنى أساسا بتذكير المستمعين بالمسيرة الإبداعية لشخصيات تونسية رائدة ومتفردة في مجال معين كالمسرح والإذاعة والصحافة والرياضة والسينما والتلفزة من خلال النبش في ذاكرتهم وتشرف على إعداده وتقديمه الإذاعية المبدعة كلثوم السعيدي ولعلني أعني الكثير بكلمة مبدعة فيكفي أنها تحترم كثيرا المِصدح الذي تصافحنا عبره وفي ذلك احترام كبير للمتلقي لعل هذا أقل ما يمكن أن تعنيه كلمة «مبدعة» هذا إضافة إلى «المنتدى» لعلي ابراهيم و«نوافذ» لنورة بوعلاق و«أهل الفن» لكريمة الوسلاتي و«مواويل السمار» للإذاعية القديرة لطيفة غراد و«سكون الليل» لعز الدين بن محمود و«جفون ساهرة» لحاتم الغرياني و«حقيبة الذكريات» للطفي الفهري و«حديث بلا شفاة» للإذاعية المتميزة مفيدة زهاق وقبل أن أمضي إلى أمواج أخرى أرجو من مصلحة البرمجة في إدارة الإذاعة الوطنية التونسية أن تدرج فقرة مسجلة في شكل دليل يومي بعد منتصف الليل تُعنى بتقديم محتوى ومواعيد البرامج الإذاعية التي تطالعنا على أمواجها كل يوم مع التحري في محتوى وطريقة طرح بعض المواضيع التي تقترحها بعض من البرامج الليلية خاصة فترة ما بعد منتصف الليل حتى تكون أكثر عمقا وخاصة مواكبة لمختلف شواغل المستمعين. الإذاعة الثقافية: إمتاع ومؤانسة لعل أبرز ما يمكن أن نلاحظه في ما يتعلق بمضمون المادة الإذاعية التي تقترحها الإذاعة الثقافية هو الحرص الدائم على إمتاع المتقبل ببرامج تعنى أساسا بالثقافة في مختلف الاختصاصات مع تسليط الضوء على أبرز التظاهرات الثقافية التي تزخر بها بلادنا ولعل من أبرز العناوين الإذاعية التي أتابعها وأواكبها بانتظام وقد لاقت استحسان العديد من المستمعين ويتضح ذلك من خلال الكم الهائل من المكالمات الهاتفية والإرساليات القصيرة نذكر بالخصوص «مؤانسات طربية» الذي يتناوبُ على تقديمه يوميا جملة من المنشطين والمنشطات على غرار سماح فتح الله وإيمان الكشباطي ومنى الخذيري مع تمنياتي لهن بالنجاح والتألق. إذاعة المنستير: مادة إذاعية متنوعة تطلّ علينا إذاعة المنستير ببرامج إذاعية متنوعة وراقية شكلا ومضمونا ونراها متفردة بما تقترحه على المستمعين من برامج اجتماعية جريئة في مستوى الطرح والأسلوب لا تخلو من مواطن الإبداع والطرافة خاصة في مستوى اللمسات الإخراجية لهذه البرامج هذا إلى جانب حرص الإذاعة على إتحاف مستمعيها بمساحات إذاعية مباشرة غرضها الإبلاغ والتوعية والترفيه ومن الأصوات الإذاعية التي تكتفي بتقديم ومضات ودليل البرامج إذاعة عروس البحر نذكر الإذاعي الواعد سليم الحيزم لا نعلم لماذا لا تقدم له فرصة تقديم مساحات إذاعية مباشرة خاصة أنه يمتلك خامة صوتية وموهبة إذاعية تجلت من خلال مختلف الومضات التي يقوم بتسجيلها. ولعل من أبرز العناوين الجديدة التي تعززت بها برمجة إذاعة عروس البحر في حلتها الجديدة نذكر برنامج «الفرصة الذهبية» للإذاعية القديرة منية زرقاطي وهنا أتساءل عن سبب غياب هذه المنشطة عن برنامج «أمواج ومرافئ» فقد عشقنا هذا البرنامج على امتداد سنوات بصوت منية زرقاطي ونرجو أن يتواصل معها مع معذرة للإذاعية الشاعرة إيمان عمارة التي نرجو هي الأخرى أن تعود إلى مصافحة مستمعيها عبر برامجها الثقافية القيمة والراقية شكلا ومضمونا والتي تعنى بالأدب أساسا.