"حجز 64 كلغ من الزطلة داخل سيارة أجرة بباردو".."ضبط 31 كلغ مخدرات في حقائب بسوسة".."القبض على مروج مخدرات بقفصة وحجز كيلوغرام من القنب الهندي".."الإطاحة بعصابة مخدرات في نابل وحجز حقن سوبيتاكس"... كلها عناوين تصدرت في الآونة الأخيرة صفحات وسائل الإعلام المكتوبة مشيرة إلى استفحال هذه الظاهرة ببلادنا بعد ثورة 14 جانفي وداقة لنواقيس الخطر.. فبعد ان كانت بلادنا في غالب الأحيان سابقا مجرد محطة عبور لهذه السموم أصبحت اليوم في ظل الانفلات الأمني ونقص الرقابة على الحدود وجهة رئيسية للتهريب والترويج فارتفعت كمية المخدرات المهربة إلى بلادنا ليقع ترويجها لاحقا خاصة في المناطق الساحلية والوطن القبلي. فقد كشفت مصادر مطلعة بوزارة الداخلية ل"الصباح" أن أعوان إدارة مكافحة المخدرات كشفوا ما بين بداية جانفي ونهاية ماي الفارطين النقاب عن 450 عصابة تنشط في مجال استهلاك وترويج وتهريب المواد المخدرة بمختلف انواعها أوقفوا إثرها 930 شخصا بعضهم متهمون بالترويج والبعض الآخر بالاستهلاك فقط. وحسب ذات المصدر فإن الأعوان حجزوا 250 كيلوغراما من الزطلة وألفي قرص سوبيتاكس و412 غراما من الهيروين في مختلف هذه التدخلات التي شهدت حجز كميتين كبيرتين في مناسبتين متتاليتين خلال شهر ماي الذي شهد الكشف عن 29 عصابة تمثلتا في 64 كلغ في سيارة أجرة بباردو بأحواز العاصمة و31 كلغ في سيدي عبد الحميد بسوسة. وكانت مصالح إدارة مكافحة المخدرات أطاحت في نفس الفترة من العام الفارط ب694عصابة ألقت إثرها القبض على 1370 شخصا بين مروج ومستهلك وحجزت 220 كلغ من الزطلة و11 ألف قرص مخدر و30 غراما من الكوكايين بما ان يعني ارتفاعا في الكمية المروجة من الزطلة مقابل تقلص عدد المندمجين في الميدان. ولكن كيف تتوفر مثل هذه الكميات ببلادنا؟ وماهي المسالك المعتمدة لتهريبها ثم ترويجها بين الشباب؟ مصدر أمني أكد أن بلادنا كانت إلى وقت قريب محطة عبور لكميات كبيرة من الزطلة التي تهرب من الحدود الجزائرية نحو أوروبا أو ليبيا ولكن إثر الثورة والانفلات الأمني المرافق استغل البعض الفرصة لتكثيف تهريب كميات من هذه السموم نحو"السوق التونسية" عن طريق الحدود سواء عبر نقاط العبور القانونية أو عبر مسالك مختلفة عبر الجبال والغابات. وأشار محدثنا ان المهربين يعتمدون عدة أساليب كاستغلال الدواب أو إخفاء المخدرات في خزان العربة بعد إجراء تعديل عليه أو التمويه بشحن كميات من البضائع المختلفة التي كان مرورها طبيعيا مع إخفاء المخدرات تحتها بطرق محترفة جدا غير أن كل هذه الأساليب أصبحت مفضوحة وهو ما قد يدفع المهربين إلى"ابتكار" حيل أخرى.