وقائع هذه الحادثة ليست بالجديدة فلقد مرت ذات سهرة على إحدى فضائياتنا الخاصة بتفاصيلها المؤلمة والحزينة... وللتذكير نقول إن بداية الحكاية كانت ذات مساء من أمسيات شهر أفريل 2007 والمكان هو الطريق الوطنية رقم 3 على مستوى منطقة وادي الرمل من معتمدية جلمة ولاية سيدي بوزيد.. ففي لحظة شاءت الأقدارأن تصطدم سيارة بشجرة وتسفر عن وفاة الطفلة "آية" ذات الأربعة أعوام متأثرة بالإصابات التي لحقتها في حين نجا الأب صاحب السيارة وسائقها الذي يدعى المنجي التليلي ويعمل موظفا بوزارة الداخلية بأعجوبة كبيرة. الفصل الثاني من الحكاية كان يوم 26 أكتوبر 2008 أي بعد مرور عام ونصف من وقوع أحداث الفصل الأول فحوالي الساعة التاسعة من مساء ذلك اليوم الحزين وبالطريق الوطنية رقم 7 بمعتمدية وادي الليل ولاية منوبة نفس الأب المنجي التليلي يصطدم بسيارته مرة أخرى بحافلة للنقل العمومي للركاب فأصيب بأضراربدنية بليغة نقل إثرها بمعية زوجته وابنته الكبرى» ميساء «الى مستشفى الرابطة بالعاصمةحيث احتفظ بهم تحت المراقبة الطبية ليلفظ أنفاسه الأخيرة بعد مرور حوالي 24 ساعة في حين أصيبت ابنته «ميساء» بإعاقة أجبرتها على تلقي العلاج بمعهد القصاب الى حد هذا اليوم كما أصيبت والدتها «عواطف»بأضرار جسدية ونفسية كبيرة. ورغم كل ما حصل استطاعت الأم عواطف الصمود والثبات أمام كل ما حدث.. فقد يكون ذلك من أجل ابنتها التي تحتاجها أكثر من أي وقت مضى وقد تكون الحاجة لهذا الخيط الوحيد الذي يشدها لماض قريب كانت خلاله ربة أسرة تضم زوجين وبنتين في عمر الزهور وفجأة لم يبق من ذلك سوى بقايا ذكريات حزينة وألم البنت الصغرى الذي يأبى مفارقتها ويجعلها تتناسى آلام اصابتها في ظهرها من ذلك جراء الحادث المشؤوم ومعاناتها من مرض السكري فكل شيء يهون من أجل إعادة رسم البسمة على شفاه البنت «ميساء». تقول الأم الأرملة عواطف إن الإطار الطبي بمعهد القصاب لم يدخر جهدا في القيام بواجبه تجاه ابنتها غيرأن ذلك لن يكون كافيا كما أكدت ذلك طبيبتها ما لم يتم استكمال العلاج بفرنسا حيث يمكن هناك القضاء نهائيا على حالة العجزعن المشي كما ستعود ابنتها الى النطق مع مرور الأيام. ان الأمل في غد أكثر إشراقا سيظل قائما والأرملة عواطف وابنتها ميساء تنتظران لمسة من أياد رحيمة فقد حصلا على وعود كثيرة لم تتحقق لذلك فهي تنشد لفتة لمساعدة ابنتها على تجاوز محنتها.