علمت "الأسبوعي" أن تسع بواخر محمّلة بالسلع لم تتمكن منذ أيام من دخول "المرسى المكشوفة" بميناء رادس رغم المجهودات المبذولة من ديوان الموانئ البحرية والتجارية والشركة التونسية للشحن والترصيف.. ولمعرفة أسباب هذا التعطيل في إفراغ شحنات هذه البواخر خاصة أن البعض منها محمّلة بمواد غذائية أفاد نور الدين السويسي مدير عام الشركة التونسية للشحن والترصيف أن عدد البواخر التي ظلّت بحالة انتظار نزل نهاية الأسبوع إلى 7 حيث يتم العمل على تلافي هذا التأخير، كما فسّر محدثنا بالقول «.. ما يحدث أمر عادي ففي بعض الأحيان يصل عدد البواخر التي تبقى في حالة انتظار إلى 10 بواخر، وهذا إن دل على شيء فهو يدل على الحركية داخل الميناء، لكن ما حصل خلال الأيام الأخيرة مردّه عدّة أسباب منها الاعتصامات لطالبي الشغل التي عرفتها طريق الملاحة حيث لم يتسن تنقل الشاحنات والناقلين ولا أيضا كان بمقدور بعض الفنيين والعاملين دخول الميناء الذي كاد يتوقف فيه النشاط بسبب هذه الاعتصامات»... أولوية للإعانات الإنسانية ولاحظ محدثنا أيضا أن البواخر الحاملة لمواد غذائية وخاصة منها القادمة في شكل إعانات لليبيين من منظمات دولية وغيرها يقع تمكينها من الأولوية في دخول المرسى المكشوفة مع احتساب نصف التكلفة إذ يقول «.. كل ما له جانب إنساني لا نتأخر في منحه الأولوية أما باقي البواخر فلم يتسن دخولها لأنه من الصدف أن الميناء يعرف ضغطا كما تعطب عدد من الرافعات في وقت واحد والأمر يستدعي بعض الوقت لإصلاح هذه الأعطاب فحتى الرافعة الجديدة التي اقتنيناها تعطبت واضطررنا لجلب الفني الألماني مصحوبا بقطعة الغيار اللازمة لإصلاحها لكن رغم كل ذلك عملنا بالتنسيق مع الديوان وميناء حلق الوادي على تنفيذ خطة عمل مكّنتنا من تسريع نسق الخدمات التي تقدمها الشركة وكان مخطّط التدخل ناجعا إذ دعمنا فرق العمل ومع بداية الأسبوع الحالي ستدخل البواخر المذكورة المرسى المكشوفة..». إضرابات وأشياء أخرى ولاحظ محدثنا أن الإضراب الأخير لأعوان الديوانة كان له تأثير على سير نسق العمل بالإضافة إلى أن الاكتظاظ الذي يعرفه الميناء منذ أعوام يتسبّب عادة في مثل هذا التعطيل.. من جهته قال عمر مجدوب مدير عام المواني البحرية والتجارية أن تعدّد البواخر الوافدة وتعدّد الخطوط خلال نهاية كل أسبوع من شأنه أن يتسبّب في التعطيل وهو أمر مألوف بالنسبة إلى إدارته إذ يوضح ذلك بالقول «ميناء رادس ليس متّسعا بالكيفية المطلوبة بما يمكّنه من استيعاب كل السلع والأمر يبقى مرتبطا بالتجار والناقلين فكلما نقلت السلع في الآجال إلا وتمكنا من انزال كميات هامة من السلع الموجودة بالبواخر الراسية حيث يقع نقل 750 حاوية يوميا من داخل الميناء..». خطوط غير منتظمة وبالإضافة إلى أن الأمر يبدو عاديا فإن ديوان الموانئ البحرية يبذل من جهته مجهودا لتفادي الاكتظاظ إذ يقول «.. لا ننسى أيضا بواخر الدحرجة (المحملة في مجرورات الشاحنات) سحبها يتطلب وقتا ونعطي الأولوية لأصحابها لأن العملية أسرع أيضا وهذا النوع يتزايد عددها نهاية كل أسبوع يضاف إلى ذلك أنه لا يجب أن ننسى كذلك الخطوط المنتظمة التي تحظى بالأولوية فبواخر الحبيب وقرطاج وغيرها من المعدّة لنقل المسافرين لا يمكن الإبقاء عليها راسية خارج الميناء محمّلة بالعائلات ولا بد من توفير مكان لها من أجل نزول المسافرين.. لذلك عادة ما تتعطّل البواخر القادمة في خطوط غير منتظمة..». وعلمنا أن السبع بواخر الراسية حاليا ستدخل الميناء خلال اليومين الأولين من الأسبوع الحالي...