كمال بن يونس الزيارة الاولى من نوعها التي يؤديها رئيس الحكومة المؤقت الى عدد من الدول العربية الشقيقة في الخليج تتضمن اكثر من رسالة الى ساسة تونس والى صناع القرار في المنطقة وعالميا حول توجهات تونس بعد الثورة الشعبية المباركة.. ولعل اهم تلك الرسائل على الاطلاق ان تونسالجديدة قررت ان تحسم مع اخطاء الديبلوماسية التونسية خلال ال55 عاما الماضية لا سيما من حيث قلة دعم العلاقات العربية العربية والرهان فقط على المحور التقليدي للشراكة: جنوب شمال مع تركيز بنسبة تفوق ال80 بالمائة على العلاقات مع الدول الاوربية وخاصة منها على دول اوربا الجنوبية في الحوض الغربي للمتوسط. ان المنوال التنموي المعتمد في تونس منذ عقود في حاجة الى مراجعة لضمان قدر اكبر من النجاعة والتنوع والديبلوماسية الرسمية والموازية مؤهلة للمساهمة في تحقيق هذا الهدف. وفي هذا السياق تبرزاهمية الجولة الخلجية للوزير الاول الباجي قائد السبسي والوفد المرافق له وبينهم من له عراقة في العمل الديبلوماسي والشراكة الاقتصادية المتعددة الاوجه والوجهات. لقد كانت منطقة الخليج مطلع الثمانينات في القرن الماضي داعما رئيسيا لتونس وشعبها ولسوق التشغيل والاستثمار فيها وكانت من ابرز اخطاء العقدين الماضيين افساد العلاقات مع العواصم الخليجية لاسباب كثيرا ما كانت تافهة وثانوية جدا.. فعسى ان تكون الجولة الخليجية مدخلا لديبلوماسية اكثر نضجا وتنوعا تنفتح على شركائنا في الاتحاد الاوربي والولايات المتحدة وفي كل العالم دون ان تتجاهل الابعاد العربية والاسلامية والافريقية لتونس.. قولا وفعلا..