علياء بن نحيلة يصادف اليوم5 جويلية تاريخ استقلال الجزائر بعد 132 عاما من الاستعمار الاستيطاني ونتيجة لثورة قام بها الشعب الجزائري وحرب تحريروطنية جابهتها فرنسا بشراسة استحقت من اجلها الجزائروبلا منازع اسم «ثورة المليون شهيد « وان كان عدد الشهداء اكبر من هذا بكثير- ما يقرب مليون ونصف-. ويوم 5 جويلية يعني الكثير للأشقاء الجزائريين لأنه تاريخ دخول المستعمر الفرنسي لبلادهم عام 1830 ولأنه تاريخ بدء انسحاب القوات الفرنسية سنة 1962 من نفس المكان الذي دخلت منه إلى الجزائر في منطقة «سيدي فرج» القريبة من الجزائر العاصمة وهو كذلك اليوم الذي عين فيه احمد بن بيلا أول رئيس لجمهورية الجزائر المستقلة. وان لم نكن في حاجة إلى التذكير بالتضحيات الشعبية الهائلة التي قدمها الشعب الجزائري الذي عبأ كل طاقاته لتحقيق الانتصار بأساليب مبتكرة لجأ إليها المجاهدون والمجاهدات لتوجيه الضربات الأليمة لجيش متفوق في العدد والعدة. فإننا لا نغفل عن الدور الكبير للتأييد العربي الذي حظيت به الجزائر خلال حربها مع فرنسا هذا التأييد الذي جاءها من تونس والمغرب ومصر ومن سوريا والعراق ولم يكن هذا الدعم دبلوماسيا فقط وإنما كان دعما شعبيا وماديا أحدث الفارق في موجة التأييد الذي حصلت عليه الجزائر من دول العالم الثالث والدول الاشتراكية خاصة. هذا الفارق هوالذي تنشده الثورات العربية اليوم وهي تشهد صحوة غير مسبوقة في قول كلمة لا لترفض ظلم ذوي القربي الأشد مضاضة على النفس من وقع الحسام المهند. وذوي القربي هم الحكام الذين كبلوا الإرادة العربية وقيدوها وفرضوا الرضوخ والخنوع وسياسة القبول بالأمرالواقع وداسوا على الكرامة الإنسانية للشعوب العربية وهذا ما كانت تسلطه فرنسا على الجزائر إبان الاستعمار مما يجعل أهداف ثورات الشعوب العربية التي قررت التعبيرعن ذاتها والمشارك في صنع قرار يخصها تقريبا هي نفسها أهداف الثورة الجزائرية أولى ثورات الكرامة. ان في تأييد هذه الثورات العربية اليوم ونصرة الفاعلين فيها بناء لأسس الديمقراطية التي تجعل الشعب مصدر كل السلطات وتمكنه من تغير موازين القوى لصالح العرب وقضاياهم وتفرض تعديل الموازين من القضية المركزية للشعوب العربية فلسطين واحتلال العراق. وفيه أيضا بناء لمجتمع مدني قادر على تحقيق العدالة والمساواة لكل المواطنين الذين أعلنوا الحرب على الفساد بكل أشكاله. والكل مطالب اليوم بتأييد هذه الثورات العربية بقطع النظرعمن يقف وراءها (شرق أوسط جديد خططت له أمريكا أو تعبير تلقائي بريء عن حالة غضب متراكم عن الأنظمة العربية القمعية الشمولية). نؤيدها حتى وان لم تحدث حيث حصلت تغييرا كبيرا في اتجاه الشعوب التي قامت بها حتى وان قيل أنها مخطط تآمري صهيوني أمريكي عربي فما هي إلا بداية سيكون بها المستقبل حتما للشعوب وللحريات وللذين لم يتورطوا في الانحياز إلى الأنظمة المستبدة المتعفنة. لعلنا بهذا التأييد نهنئ يوما البلدان العربية كما نهنئ اليوم -5 جويلية- الأشقاء الجزائيين بذكرى عزيزة لا على الجزائر والعرب وحدهم وإنما على قلوب كل الشعوب التي تناضل وتطمح إلى تقرير مصيرها بنفسها اوالتي تعلن حربها على الفساد بكل أشكاله. ونذكر بأنه إذا الشعب يوما أراد الحياة.. تستقل الجزائر.. وما أدراك ما استقلال الجزائر عن فرنسا.. وتعود الثورة التونسية إلى مسارها الطبيعي وتنجح الثورات العربية في تحقيق أهداف شعوبها.