تزايد الأحزاب بعد ثورة 14 جانفي ساهم بدوره في تعدد الخيارات مما أتاح مشهدا ديمقراطيا تعدديا للتونسي أن يفتخر به ويجني ثماره في السنوات القادمة ولكن في ظل تعدد التيارات الفكرية والمرجعيات الحزبية تبقى الضبابية هي الصفة التى يتميز بها المشهد السياسي في تونس، وتعتبر الشابة من المناطق التى تمتاز وتعرف بحركية المشهد السياسي وخاصة بالمعارضة منذ العهد البورقيبي. ومنذ هروب المخلوع انطوت فكرة هيمنة الحزب الواحد فأتت الأحزاب من كل صوب وحدب لكسب صوت المواطن الشابي الذي عرف بنضجه السياسي العقلاني، إذ تشهد هذه الأيام مدينة الشابة حركية نشيطة للأحزاب فمنذ تأسيسها لمكتب الشباب دأبت حركة النهضة بالشابة على تفعيل هذا المكتب الشبابي حيث قام مؤخرا بانتخابات ديمقراطية وشفافة لتركيز لجان شبابية في الإعلام ومتابعة الإنتخابات والعمل الثقافي والعمل النسائي مع الحرص على التكوين السياسي للشباب وتكوين قوى قادرة على القيادة في المستقبل وفي مبادرة طيبة من الحركة تم توزيع استبيانات حول المواطنين لتشريك الأهالي في دراسة المشاريع التنموية المستقبلية التى يمكن انجازها في مدينة الشابة. وفي نفس السياق كان لشباب الحزب الديمقراطي التقدمي نصيبا في القيام بحملات نظافة بشواطئ الشابة ومشاركة لجنة حماية الثورة في عملها التطوعي ويبقى التركيز الكلي من أجل انجاح الحملة الإنتخابية للحزب والمساهمة في مزيد استقطاب الشباب وضمان نسبة مائوية عالية في انتخابات المجلس التأسيسي القادمة. أما حزب الشعب التقدمي الوحدوي ومنذ تكوين الهيئة التأسيسية بفرع الشابة التى يرأسها هشام القرفي فإنها تعمل جاهدة لتوضيح برنامجها الإنتخابي مع العمل على مزيد استقطاب قوى شبابية فاعلة وقادرة على منافسة بقية الأحزاب في انتخابات 23 أكتوبر. من جهة أخرى وبعد احداث مقراتهم بالشابة تبقى أحزاب التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات وحركة السلم والتنمية والحزب المغاربي وغيرها تبحث عن صيغة للتقرب من متساكني الجهة لجني أكثر عدد من الأصوات في الإنتخابات القادمة. وفي ظل تزايد عدد فروع الأحزاب في مدينة الشابة حيث أن العدد الحالي قابل للزيادة خلال هذه الصائفة ومن المتوقع أن يفوق العشرين فرعا، وبما أن أغلبية أهالي الشابي غير ملمين ولا مطلعين على برامج هذه الأحزاب فإنه من المنتظر وحسب مصادر مطلعة سوف يقام معرض يجمع مختلف فروع الأحزاب والحركات للتعريف ببرامجها وأهدافها وهي فكرة مقبولة ومنطقية لإزالة الضبابية وتقريب الصورة للجميع لتسهيل عملية الإنتخاب مع التصويت بقناعة للأفضل في موعد الحسم 23 أكتوبر 2011.