بعد اعتصامي القصبة 1 و2 التاريخيين يتواصل هذه الأيام اعتصام المصير بساحة حقوق الإنسان بشارع محمد الخامس بالعاصمة الذي انطلق في 21 جوان والذي تقوم به مجموعة من الشبان من العاصمة ومن بقية تراب الجمهورية يحملون أفكارا وإيديولوجيات فكرية ودينية وثقافية مختلفة. "الصباح" تحولت إلى الساحة وتحدثت إلى بعض المشاركين في"اعتصام المصير" وأكد "بلال ضيف الله" أحد المعتصمين بان أبرز المطالب تتمثل في استقلالية القضاء بما يخول محاسبة رموز الفساد السياسي والإداري والمالي وتحرير الإعلام، وتجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني وحل الهيأة العليا لتحقيق أهداف الثورة هذا فضلا عن مطالب اجتماعية أخرى تتمثل في إلغاء المديونية ومحاسبة كل من كانت له يد في قتل الشهداء خاصة من أعطى الأوامر ومن نفذها أيضا. وأضاف محدثنا أن هذا الاعتصام هواستمرار للقصبة 2 وقد وجد مساندة ودعم من جميع الأحزاب السياسية على غرار حركة النهضة وحزب العمال الشيوعي وحركة ائتلاف شباب الثورة واتحاد الشباب الشيوعي والمؤتمر من أجل الجمهورية والحركة الوطنية لالعدالة والتنمية والعديد من الهيئات والمنظمات التي صنفها ضمن أحزاب الشرفاء. كما أكد "محمد "معتصم آخر ان بعض المندسين حاولوا التهجم عليهم ليلا في محاولات كسر الاعتصام لإدخال البلبلة في صفوفهم لكنهم فشلوا. واعترف أنهم صامدون ومتمسكون بمطالبهم وانهم بالمرصاد لكل من تسول له نفسه محاولة إفشال هذا الاعتصام إلى أن تتحقق مطالبهم. من جهة أخرى أكد "أسامة" من حي التحرير أن اعتصامي القصبة 1 و2 كانا هامين بالنسبة لفئة من المواطنين المؤمنين بقضايا الوطن والمواطنة ممن شاركوا في الحدثين، وهو ما خلق فرصا للاتصال والتواصل فيما بينهم خاصة انهم أصيلي جهات ومناطق داخلية في بلادنا، وهو ما سهل التنسيق لهذا الاعتصام المصيري فلم يجد الجميع صعوبة في لم الشمل والاتفاق رغم الاختلاف في الانتماءات الحزبية والإيديولوجية الفكرية والثقافية والدينية. واستدل على ذلك بأن هذا الاعتصام يشهد مشاركة ممثلين من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار ومن المتحررة إلى المنقبة وشيوعيين واسلاميين فضلا عن مشاركة بعض العائلات التي قدمت من مناطق داخلية رفقة أبنائها الصغار للمشاركة في هذا الاعتصام جمعهم هدف واحد هي مصلحة البلاد. ولام المعتصمون الموقف السلبي للإعلام الوطني خاصة البصري والسمعي منددين بموقفه مقارنة مع الإعلام الخارجي. تعايش وعن كيفية التعايش مع بعضهم البعض رغم اختلاف الميولات الفكرية والدينية أكد "بلال" أنه لا توجد بينهم أية صراعات بل بالعكس هناك تعايش عبر عنه أو وصفه بالنموذج المصغر للمجتمع التونسي فالجميع متفقون حول هدف واحد ومصيري يهم تونس والتونسيين، وأوضح أنه يساهم في تكوين المشاركين من خلال تنظيم حلقات نقاش يشارك فيها المعتصمون يتم من خلالها طرح أفكار وقضايا مختلفة ومناقشتها ومحاولة تقريب وجهات النظر فضلا عن طرح القضايا المصيرية والهامة المطروحة في بلادنا ورهن الحراك الذي تشهده البلاد في هذه المرحلة الانتقالية والتأسيسية. وفي أوقات الفراغ كل واحد يقوم بمناسكه وشؤونه الخاصة. وهذا ما لاحظته "الصباح" حيث تتفرغ مجموعة وقت الصلاة إلى أداء الفريضة في الوقت الذي كانت فيه مجموعة أخرى قريبة منها تغني وترقص ومجموعة أخرى تلقي الشعر وأخرى تتجادل وتتناقش. واعترفت امرأة كانت من ضمن المعتصمين عمرها 72 سنة أنها انضمت إلى الساحة منذ أول يوم وان جميع من استشهدوا هم أبناؤها وشهداء تونس وقالت "أن الشعب طالب بحريته وكرامته لكن كانت النتيجة الاعتداء عليه بقنابل مسيلة للدموع تضرر منها شيوخ وأطفال وهناك من قضى نحبه من جراء ذلك". وأضافت أن الشعب قام بالثورة من أجل تغيير النظام لكن لا وجود لأي تغيير وانها مع المعتصمين إلى أن يتم هذا التغيير من أجل تونس ومن اجل الحرية والعدالة والكرامة ولا من أجل المديونية". المحاسبة ومنزل أم الشهيد حلمي عمره 23 سنة الذي استشهد برصاص أعوان الأمن أمام مقر الداخلية تحدثت "للصباح" وكان من مطالبها محاسبة من أمر بقتل ابنها وجميع الشهداء وطالبت بمحاسبة المتسببين في ذلك وأولهم وزير الداخلية المتسبب المباشر حسب رأيها في قتل جميع شهداء تونس أثناء الثورة. كما كان من ضمن مطالبها الحصول على منزل.