تاكيدا لما اشرنا اليه امس حول اتصال قيادات عسكرية رفيعة المستوى من الجيش المتمركز بمدينة القصرين بالمدير العام للسجون ومطالبته بنقل المساجين الخطيرين الموجودين في سجن القصرين بصفة مستعجلة خوفا من حصول محاولات اخرى للهروب منه .. علمنا ان الادارة العامة للسجون شرعت منذ مساء اول امس (بعد حوالي 7 ساعات من حصول الحريق الذي اودى بحياة سجينين و اصابة 17 اخرين) في ترحيل اعداد كبيرة من السجناء الى سجون اخرى اذ غادرت سجن القصرين على دفعات متتالية مجموعات من سيارات السجون تحت حماية مشددة من الجيش والامن والحرس في اتجاه سجون اخرى مثل الهوارب و السرس و المرناقية وغيرها .. و لئن لم نستطع التاكد من العدد النهائي للمساجين الذين وقع ترحيلهم فان مصادر امنية اكدت لنا ان عددهم بلغ عدة مئات وانه لم يبق في سجن القصرين الذي تبلغ طاقة استيعابه 1200 الا بضع عشرات من اصحاب الاحكام الخفيفة.. المطالبة بغلق السجن هذا وقد عاد الهدوء امس الى مدينة القصرين التي استعادت حياتها بصفة طبيعية و تم تنظيف الطريق الرئيسية المحاذية للسجن المدني من بقايا الحجارة والاطارات المطاطية المحترقة .. فيما لا تزال قوات كثيفة من الجيش ترابط في محيط السجن و قرب بوابته الرئيسية.. وفي الاثناء تعالت اصوات ابناء الجهة وكل مكونات المجتمع المدني بها للمطالبة بغلق السجن المدني في اقرب وقت واخراجه من وسط المدينة حتى لا تتكرر حوادث اخرى مماثلة لما وقع في المرات الثلاث التي حصلت به اثرالثورة ..وقد علمنا ان مجموعة من ابناء القصرين تتكون من نقابيين و حقوقيين وناشطين في جمعيات المجتمع المدني يستعدون لاختياروفد سيتجه في الايام القريبة القادمة الى العاصمة من اجل مقابلة الوزير الاول الباجي قائد السبسي و وزيرالعدل لاعلامهما بوضعية سجن القصرين وضرورة تخليص المدينة من هذه " القنبلة الموقوتة " حسب تعبيرهم التي تنفجر داخلها الاوضاع كلما تحرك اهالي الجهة للمطالبة برحيل مسؤولين جهويين .. لان حادثة حرق السجن يوم 29 افريل الفارط و فرار اكثر من 500 سجين منه تزامنت مع تحركات مواطني القصرين و تنظيمهم مسيرات للمطالبة ساعتها باقالة المعتمد الاول و كاتب عام الولاية السابقين .. وهذه المرة تكرر نفس السيناريو مع اختلاف في بعض التفاصيل لما تكثفت التحركات المنادية بابعاد والي الجهة الحالي الذي وقف حسب ابناء القصرين حجرعثرة امام اي مظهرللتنمية في الجهة بعد الثورة واكتفي باعتماد الية تشغيل الالاف من المواطنين الغاضبين عليه ضمن برنامج " الحضائر " لاسكاتهم .. مع ما رافق ذلك من تلاعب بعض الاطراف بقائمات عمال الحضائر وتسجيل اسماء وهمية فيها الى درجة ان هناك من وقع اكتشافه يتلقى 6 اجور دفعة واحدة.. إطارات الولاية يطالبون باعفاء الوالي من جهة اخرى تواصل امس لليوم الثالث على التوالي " الاضراب الحضوري " و تعليق اطارات وموظفي وعمال مركزالولاية لعملهم احتجاجا على " تصرفات الوالي التي ادت الى حدوث حالة من الفوضى داخل الولاية تسبب فيها مجموعة من عمال الحضائرالذين كلفهم بالتدخل في امورلا تعنيهم لانهم لا علاقة لهم بالعمل الاداري بل هم دخلاء تحولت مهمتهم الى حماية الوالي وترهيب الموظفين والاعتداء عليهم لفظيا وتعطيل سيرعملهم بمكاتبهم " مثلما جاء على لسان اطارتحدثت اليه " الصباح " .. و قد اصدروا امس بيانا ثانيا جاء فيه خاصة انهم: - ينوهون بتجاوب ابناء الجهة مع تحركهم لاعادة الهيبة الى مركز الولاية و المساندة المطلقة التي وجدوها من كل مكونات المجتمع المدني بالقصرين - يسجلون استياءهم من مواقف والي الجهة منهم وتجاهله للمسيرة التنموية بالولاية ولامبالاته الغريبة بما يقع في القصرين - يؤكدون رفضهم التعامل مع الوالي الحالي - يطالبون الحكومة الانتقالية ووزيرالداخلية فيها باعفاء والي الجهة من مهامه وتغييره بمسؤول اخر يكون في مستوى تونس ما بعد الثورة لاعادة الهدوء الى القصرين واستعادة نسق مجهودات التنمية فيها - يذكرون ان التشغيل في اطارالحضائرليس الحل المطلوب ويجب ان يبقى مجرد حل وقتي لازمة البطالة بالجهة.