يتوقف نجاح صابة التمور على توفر عناصر أساسية قوامها توفير مياه الري اللازمة للنخيل و تنظيف المستغلات الفلاحية. لكن هذان العاملان لم يتوفرا لواحة توزر القديمة التي أصبح وضعها الحالي "يبكي الحجر" كما الغد. فقلة مياه الري والاضطراب الحاصل في المنظومة المائية والإنقطاعات المتكررة والأعطاب المتوصلة للآبار أتت على الأخضر وحتى اليابس وأصبح العطش مستفحلا ويهدد بجدية مصير الواحات فيما تحولت واحة توزر القديمة إلى مصب عشوائي لفواضل مواد البناء و الزبالة المتأتية من الفضلات المنزلية. وهذه الأوضاع أضرت بالنخيل و بجمالية الواحة وبمحيطها في غياب تام لتدخلات المصالح الفلاحية أو الأطراف الأخرى المتدخلة للحد من هذه الظواهر والجميع مطالب الآن وقبل أي وقت آخر بحمايتها والمبادرة بنظافتها وتوفير مياه الري اللازمة خاصة في الوقت الراهن ونحن على أبواب موسم تمور قد يتأثر بمثل هذه الوضعيات سيما وأن في العهد البائد تم تخصيص استثمارات تقدر ب4,5 ملايين دينار للنهوض بها وتحسين منظومة الري. لكن هذا المشروع الذي انتهت دراسته الفتية على مراحل لم يتجسد على أرض الواقع ويتساءل الفلاحون أين ذهبت هذه الإعتمادات؟ ورغم هذه الحالات لم تستسلم الواحة إلى اليأس فقاومت بما توفر وتيسر من مياه الري حتى لا يموت النخيل وهو واقف. ومرجعها في ذلك الجبل لا يحتاج إلى جبل لكن النخلة تحتاج إلى ماء والماء هو أساس حياتها فهل من تدخل في هذا الاتجاه؟