توعد نشطاء سوريون مناوئون لنظام الرئيس بشار الأسد بتصعيد المظاهرات خلال تشييع جنازات رفاقهم الذين سقطوا أمس الأول، في جمعة "لا للحوار" والمقدر عددهم بنحو 16 قتيلا علاوة على جرح أكثر من أربعين آخرين. وأكدت لجان التنسيق المحلية رفض الحوار المنتظر غدا في العاصمة السورية دمشق. وقال النشطاء في موقع "الثورة السورية" على الإنترنت إن مدينة حمص "ستنتفض غضبا وهي تودع ابنها البطل الشهيد محمد هادي بن ثابت الجندي" (22 عاما)، في إشارة إلى التشييع المتوقع لواحد من ضحايا جمعة "لا للحوار". كما نأى النشطاء بأنفسهم عن الزيارة التي قام بها السفير الأمريكي أمس الأول، لمدينة حماة، وقالوا في الموقع الإلكتروني "لا علاقة لشعبنا من قريب أو بعيد بزيارة سفير أمريكا إلى حماة، لم ندعه نحن، وكنا نخرج من قبله، وسنخرج من بعده، لكن الكلام عن التدخل في الشؤون الداخلية من قبل النظام كذبةٌ أخرى". وكان خرج مئات الآلاف أمس الأول، إلى ميادين رئيسية في عدة مدن من البلاد، كان أبرزها دمشق وحماة التي شهدت مظاهرة قُدر المشاركون فيها بنصف مليون شخص. وفي المقابل خرجت مظاهرة مؤيدة للنظام في دمشق لدعم "الوحدة الوطنية". قبيل الحوار وتكتسب هذه التطورات الميدانية أهميتها من واقع أنها تسبق يوم الحوار المنتظر بين النظام والمعارضة المقرر انطلاقه اليوم الأحد، من دون أن تكون نتائجه مضمونة لأن عددا من الشخصيات سبق لها أن أعلنت مقاطعتها للجلسات بحجة استمرار الحملات الأمنية في مناطق متعددة من البلاد. وأكدت "تنسيقيات الثورة" رفضها دعوات حوار وجهها الرئيس السوري، وقال ممثلها بدمشق إن عائلة بشار الأسد يجب "ألا تُحاوَر بل بحاجة إلى أن تُحاكم". والتقى هذا الرفض مع رفضٍ أبداه المنسق العام لقوى التغيير الديمقراطي الذي قال إن الهيئة تلقت الأربعاء الماضي دعوة رسمية لحضور الحوار الذي يبدأ الأحد، لكنْ قررت رفضها بسبب استمرار أعمال القتل. أمريكا ترفض يأتي ذلك، في وقت رفضت الولاياتالمتحدة اتهامات سورية بأن السفير الامريكي لدى دمشق سعى لتحريض المحتجين في مدينة حماة وقالت ان مدنيين مسالمين يطالبون بالتغيير السياسي استقبلوا السفير بالزهور وأغصان الزيتون. من ناحية اخرى قالت وزارة الخارجية الامريكية انها استدعت السفير السوري لدى واشنطن بعد ان تلقت تقارير قالت ان دبلوماسيين سوريين قاموا بعمليات مراقبة لاشخاص يحتجون في الولاياتالمتحدة. وقالت الوزارة ان اريك بوسويل مساعد وزيرة الخارجية الامريكية استدعى السفير عماد مصطفى الاربعاء الماضي بعد تقارير عن المراقبة المزعومة. واضافت انها تتحرى ايضا عن تقارير قالت ان الحكومة السورية تسعى الى معاقبة افراد عائلات سورية بسبب تصرفات ذويهم الذين يحتجون في الولاياتالمتحدة. يأتي ذلك فيما أدان الاتحاد الأوروبي استمرار قمع المتظاهرين المسالمين في سوريا، ودعا إلى إجراء حوار وطني حقيقي شامل من دون تخويف تلعب فيه المعارضة دورا رئيسياً.