خطّة خماسيّة لدعم تدريس الفرنسية في الجامعات تونس الصباح: تراجع مستوى الطلبة وخريجي الجامعات في مجال اللغات الاجنبية أصبح اليوم واقعا ملموسا ويتطلب دون شك التفكير في إيجاد حلول جذرية حتى تحافظ الجامعات على مستوى الشهادات المقدمة وحتى تواكب التغييرات العالمية التي تتجه أكثر فأكثر نحو الانفتاح في مختلف اشكاله مما يجعل شرط اتقان اللغات الاجنبية وسيلة ضرورية للتواصل. ويبدو هذا المطلب أكثر إلحاحا إذا ما علمنا أن اتقان اللغات الاجنبية وسيما الأنقليزية أصبح اليوم عاملا ومحددا اساسيا في الظفر بوظيفة والمتأمل في عروض الشغل المحلية أو الأجنبية في إطار التعاون الفني يلاحظ التنصيص ضمن شروط الانتداب على اتقان أكثر من لغة. واليوم كذلك وفي ظل تنامي عدد الطلبة المقدر أن يبلغ سنة 2009 قرابة 500 طالب مقابل محدودية عروض الشغل مقارنة بالطلبات وبالنظر إلى التحديات المستقبلية للاقتصاد الوطني في ظل الانفتاح الاقتصادي وضرورة الانخراط في مجتمع المعرفة فإن دور المؤسسات الجامعية مهم في تأمين تكوين أكاديمي ومعرفي قادر على مجابهة هذه التحديات وهي مدعوة لتطوير مستوى تأقلمها مع المستجدات عبر تطوير برامجها ووسائلها البيداغوجية في التدريس وخاصة في مجال تدريس اللغات الاجنبية. نقص في القدرات الشفوية والكتابية لا تنفى وزارة الإشراف وجود إشكالا ونلمس وعيا من قبل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بوجود هذا الإشكال في مجال علاقة الطلبة اليوم باللغات الاجنبية وتشير مصادرها في هذا السياق وفي أكثر من مناسبة أن تحسين مستوى تدريس اللغات الاجنبية يعد من أولويات الوزارة لأن تقييم قدرات الطلبة وخاصة في اللغة الفرنسية والانقليزية أبرز وجود نقائص في هذه القدرات سيما عند استعمال اللغة الأجنبية في الخطاب الشفوي إضافة إلى وجود جملة من النقائص على مستوى التعامل الكتابي مع اللغة. وقد رصدت الوزارة جملة من البرامج للنهوض بمستوى الطلبة في اللغات الأجنبية ضمن استراتيجية تهدف إلى دعم المجال التطبيقي للغة لدى الطلبة عن طريق توفير آليات عمل جديدة يتم ادراجها ضمن برامج التدريس مع دعم التربصات والأعمال التطبيقة. في الجانب المتعلق بدعم تدريس اللغات الأجنبية تقوم الوزارة حاليا وضمن تفعيل منظومة التعليم العالي الجديدة إمد بالتعميم التدريجي للغة الأنقليزية في كافة الشعب. ومن المشاريع المستقبلية للوزارة نذكر كذلك العمل على إعتماد خطة خماسية لدعم تدريس الفرنسية في المؤسسات الجامعية. النواحي التطبيقية تجدر الأشارة أيضا إلى أنه في إطار دعم النواحي التطبيقية للغة شرعت الوزارة السنة الفارطة في تطبيق تجربة جديدة في مجال التربصات الخاصة باتقان اللغات الاجنبية وذلك عبر احداث مدينة للغات بولاية نابل استقبلت صائفة 2006 حوالي 800 متربص في اللغة الأنقليزية وينتظر أن يتم تطوير التجربة بداية من السنة القادمة لتشمل التربص في لغات أجنبية أخرى وأن تكون التربصات على امتداد السنة لتشمل اكبر عدد ممكن من المتربصين. يذكر كذلك أن البرامج المستقبلية بوزارة التعليم العالي في مجال تحسين مؤهلات الطلبة في اللغات الأجنيبة سيشمل العناية كذلك بتكوين المكونين من خلال تدعيم برامج تكوين المدرسين لا سيما المدرسين المبتدئين. كما تجدر الإشارة إلى أن دورات تكوينية حول منهجية التدريس كانت قد انطلقت على المستوى الوطني خلال شهر ديسمبر الفارط وستتواصل على مستوى الجامعات لمساعدة المدرس على تحديد الحاجيات الخصوصية للطلبة وتصور وسائط تعلمية قادرة على الاستجابة لحاجيات الطالب ومن بينها الحاجيات اللغوية. ونذكر في الأخير بأن عدد الطلبة المرسمين في شعب اللغات الأجنيبة بلغ السنة الجامعية الفارطة حوالي 35 ألفا و750 طالبا في اللغات يتوزعون بين 13381 طالبا في اللغة الفرنسية و19685 طالبا في اللغة الأنقليزية و1054 في اللغة الإيطالية و936 في اللغة الألمانية و703 في اللغة الإسبانية.