يحتضن المركّب الجامعي بالمرازقة (نابل) تحت اشراف وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بالتعاون مع المركز الثقافي البريطاني والمركز الثقافي الأمريكي هذه الأيام «قرية اللغة الأنقليزية» والتي يشارك في دورتها الأولى من 12 الى 27 جويلية 312 طالبا وفي دورتها الثانية التي ستكون بين 29 جويلية و13 أوت حوالي 350 طالبا ينتمون الى أقسام تدريس اللغة الأنقليزية ب15 مؤسسة جامعية تونسية، كما يشارك في هذه التظاهرة كذلك 22 طالبا أمريكيا من جامعات «كليموسون» و»الالسكا» الأمريكية و7 بريطانيين من جامعة «مانشستر» البريطانية وذلك تحت شعار«لنتكلم الانقليزية ويذكر أن هذه التظاهرة تهدف إلى التلاقح الثقافي بين الطلبة التونسيين وغيرهم من الطلبة إضافة إلى تمكينهم من تبادل الافكار والآراء والاطلاع على الثقافات الأجنبية حيث تعمل «قرية اللغات» على جعل الطلبة يعيشون واقعا مغايرا وكأنهم في مدينة أنقليزية لا يخول لهم التكلم والتخاطب حتى فيما بينهم وحتى خارج أوقات الدراسة الا باللغة الانقليزية. من هم المعنيون بالمشاركة في هذه «القرية»؟ كما علمنا أن المشاركة في هذه القرية مخولة ل%10 من أفضل طلبة الانقليزية في كل مؤسسة جامعية تدرس اللغة الانقليزية حيث يسمح بالمشاركة في «القرية» لكل طالب ارتقى من السنة الثانية الى الثالثة بشرط أن يكون ضمن نسبة %10، علما وأن تجربة «قرية اللغات» كانت انطلقت منذ 4 سنوات لتعوض التربصات الدراسية التي كان الطلبة يقومون بها في الجامعات البريطانية.. فوزارة التعليم العالي كانت تخصص سنويا مليوني دينار للتربصات في اللغة الانقليزية فقط وهذه التربصات كان مسموح بها للطلبة المتفوقين فقط (أصحاب معدلات تفوق ال17 من 20) وهذا ما كان يحرم البقية من حقهم في التربص اضافة الى أن الطلبة عند التربص في الخارج يكونون بمفردهم ودون رقيب لذلك لا يلتزمون بالتخاطب باللغة الانقليزية وتقل بذلك جدوى التربص وبالتالي فإن هذه التجربة السابقة أثبتت عدم تماشيها والحاجيات في هذا المجال ولم تمكن من بلوغ الاهداف المرسومة للتربص اللغوي كما ان أغلب الطلبة أساؤوا فهم هذا التربص وواصلوا التخاطب في ما بينهم باللغة العربية واللهجة الدارجة عوضا عن التدرب على اللغة الاجنبية وممارستها بشكل يومي وكامل. التخاطب بالإنقليزية فقط في كل مكان وفي نفس السياق ستمكن «القرية الانقليزية» بنابل من فرض التخاطب بالأنقليزية في كل مكان بين الطلبة فيما بينهم وبينهم وبين الاساتذة وحتى العملة داخل المطعم والمشرب.. بحيث تتحول القرية الى شبه مدينة انقليزية لا مكان فيها للغة أخرى غير اللغة الانقليزية، وتحتوي قرية اللغات على مكونات بيداغوجية هامة لتنمية الكفايات اللغوية للطلبة في شكل دروس مندمجة حيث يقوم على التدريب اللغوي اساتذة زائرون ناطقون باللغة الاصلية ومكونون تونسيون مختصون.. ويرتكز محتوى التكوين على التدريب على التخاطب لممارسة اللغة وتصحيح النطق الى جانب توفير مناخ تبادل لغوي في مختلف المجالات مع الاشارة إلى أنه تسلم الى الطلبة في نهاية التربص شهادة تثبت مستواهم اللغوي. مع العلم وان احداث «قرية اللغات» جاءت منسجمة مع مقتضيات منظومة «أمد» التي تستوجب تنظيم وحدات تكوين في اللغات بشكل افقي.. كما يتلاءم مشروع «القرية» مع الحاجات المتزايدة في السنوات الاخيرة لبحث سبل تطوير وتحسين مستوى الطلبة في اللغات الاجنبية الذي تدنى في السنوات الاخيرة بشكل ملحوظ. دراسة وتكوين ووقت حر للتنشيط الثقافي ويشمل التربص تخصيص 4 ساعات يوميا للدراسة والتكوين اللغوي المرتكز أساسا على سلامة النطق الشفوي للانقليزية خلال الفترة الصباحية خصوصا بعد تدعيم التجهيزات المستغلة للغرض من مخابر لغات وكتب وأجهزة إعلامية وأجهزة سمعية بصرية وحوامل رقمية ذات مضامين تثقيفية وترفيهية ولغوية باللغة الانقليزية.. أما في فترة التكوين المسائية (تمتد من الساعة السادسة إلى الثامنة مساء من كل يوم تربص) فيتم تخصيصها لمتابعة شريط انقليزي ومناقشة مضمونه مع أستاذ متخصص للغرض مع إمكانية برمجة حضور بعض عروض مهرجان الحمامات الدولي التي لها علاقة بالثقافة الانقليزية والامريكية علما وأنه يتم بين الفترتين الصباحية والمسائية تخصيص وقت حر للمتربصين للتنشيط الثقافي والرياضي والترفيهي. «قرية» ثانية للغات بالمهدية والى جانب قرية اللغات المختصة في اللغة الانقليزية بنابل التي تدخل هذا العام سنتها الرابعة، انطلقت هذا الصيف تجربة قرية اللغات المختصة في اللغتين الايطالية والاسبانية بالمهدية وبذلك تتوسع التجربة لتحتضن طلبة كل اللغات تقريبا، حيث ستجمع هذه «القرية» كل الاختصاصات بما في ذلك اختصاص اللغة الانقليزية لمن ارتقى من السنة الثانية الى الثالثة انقليزية أيضا. وعلمنا أن «قرية اللغات» ستمكن من توسيع دائرة الاستفادة وذلك بعدم اقتصار التربصات على عطلة الصيف إذ يجري العمل والتفكير في توسيع نطاق المستفيدين من خدمات القرية ليشمل خريجي الجامعات الذين قضوا فترة طويلة بحالة بطالة وهو ما يفقدهم مكتسباتهم واخضاعهم الى دورات تكوين وتربصات لتنمية مؤهلاتهم اللغوية وذلك في سياق البرامج والمشاريع والتوجهات الحالية لاعادة تأهيل قدرات من طالت فترة بطالتهم ليكونوا قادرين على مسايرة متطلبات المهن الجديدة وفتح آفاق جديدة أمامهم لادماجهم في سوق الشغل