بقلم: سفيان رجب سقوط طفل الرابعة عشر قتيلا في سيدي بوزيد والحديث عن "ثلاثة شهداء" لدى بعض الأوساط الفايسبوكية، سقوط رجل أمن قتيلا في منزل بورقيبة واثنان من زملائه في حالة غيبوبة..عودة الفوضى والاعتداءات على الملك العمومي والخاص.. وتزايد التحريض ضد الحكومة وضد الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة... مؤشرات لا تنبئ بالخير لبلادنا وتنبئ بصيف ساخن يضاعف من الحرارة الطبيعية التي نعيشها هذه الأيام. الانطلاقة كانت من الدعوة للقصبة 3 وما جرى فيها من مواجهات بين رجال الأمن وعدد من الشباب واستغلال ما جرى لمزيد النفخ في النيران وزيادة اللهب.. وهو ما تحقق للمحرضين لتنطلق شرارات الغضب الشعبي في سيدي بوزيد ومنزل بورقيبة وعدد من الأحياء الشعبية للعاصمة خاصة حي التضامن وباب الجديد.. الوضع عاد بنا إلى بداية الثورة لكن هذه المرة المستهدف ليس الرئيس السابق وعصاباته بل تونس ككل.. فالبلاد التي مازالت تبحث عن نفسها لا تحتمل أي انفلات أمني جديد ولا تحتمل أي اعتصامات ولا مشاكل.. فجميع المؤشرات والأرقام تشير إلى أن البلاد غارقة وتحاول الخروج مما هي فيه بصعوبة..فالاقتصاد منهار ومواطن الشغل قلت والمؤسسات الاقتصادية تعاني صعوبات عديدة تهددها بالإفلاس.. الكلّ يعرف هذا الوضع.. لكن البعض حاول زيادة إشعال النار لمصلحته الذاتية والضيقة دون النظر إلى مصلحة البلاد العامة. أطراف سياسية وحقوقية لمحت إلى أن "القصبة 3" هي مجرد محاولة من حركة "النهضة" لجس نبض الشارع واختبار مدى قدرتها على تحريكه.. وان لم يتبن أي طرف من هذه الحركة هذا الرأي فانه لم ينفه كذلك وما زاد في تغذية هذا الطرح كلمة الشيخ راشد الغنوشي أول أمس والتي بثها "فايسبوك" المنتقدة لكل شيء والتي يشتم منها دعوة مبطنة لاعتصام القصبة 3. مؤكدا فيها أن الثورة تمر بمرحلة حساسة قائلا بصريح العبارة "نحن ندعم غضب الجماهير واحتجاجها".. هذه الكلمة تلتها كلمة أخرى للمنصف المرزوقي الذي بات من اقرب المقربين للنهضة يسايرها في كل تمشياتها، حيث تحدث الأخير في الجزيرة مشككا في موعد 23 أكتوبر متهما الحكومة باللاشرعية وغير المنتخبة ووزارة الداخلية بأنها وكرا لكل المؤامرات على الثورة.. مؤكدا ان البلاد تعيش وضعا ثوريا جديدا والشباب لن يقبل بالعملية قائلا أن "هناك إرادة خارجية دخلت اللعبة..هناك خوف أساسي لمنع القوى العروبية الإسلامية من الوصول إلى الحكم فهي ستمنح تونس ما اسميه أنا بالاستقلال الثاني".. كل هذا ينضاف إليه عودة قناة "الجزيرة" لخطابها التحريضي وعودة "فايسبوك" لفبركة الأخبار والتلاعب بالصور والأشرطة بهدف التحريض وإعطاء صور مغلوطة حول الأوضاع... ما يجري اليوم يظهر وكأن الحكومة من جهة وحركة النهضة من جهة أخرى حاولا أن يقدما استعراضا للقوة وأن الصراع بين الطرفين بدأ فعلا وأن اللعب بات على المكشوف.