بلغ عدد التونسيين الذين سجلوا في قائمة الناخبين إلى حدود مساء أمس الأول مليونين و276 ألفا، أي نحو 27 بالمائة من الناخبين... هذا ما كشف عنه الأستاذ كمال الجندوبي رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات أمس عند الإجابة عن استفسارات أعضاء الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والإصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي... وأكد أن كل تونسي لديه بطاقة تعريف وطنية هو ناخب... لكن سعيا للقطع نهائيا مع العهد السابق ورغبة في بناء ممارسات جديدة في تعامل التونسي مع العملية الانتخابية... رأت الهيئة ترجمة هذا المسعى من خلال دعوة الناخبين للتسجيل... وستتواصل عملية التسجيل إلى يوم 14 أوت ليتحدد يوم 15 أوت العدد المؤكد للناخبين والمكان الذي سينتخبون فيه... أما البقية أي الذين لم يسجلوا والذين لديهم بطاقات تعريف وطنية فسيتم توزيعهم بصورة آلية على مراكز بلدية وغير بلدية وفقا للعناوين الموجودة في بطاقاتهم... وفي ما يتعلق بالترسيم الاستثنائي لمن سيبلغون سن 18 سنة بعد 14 أوت فستنتهي يوم 12 أكتوبر.
تساؤلات
كان أعضاء الهيئة العليا لحماية أهداف الثورة قد عبروا الأسبوع الماضي عن رغبتهم في لقاء كمال الجندوبي لطرح أسئلتهم عليه، فاستجاب...وفي الحوار معه أثاروا عديد النقاط يتعلق بعضها بالتسجيل في القائمات الانتخابية ويتعلق البعض الآخر بالتمويل والعلاقات مع الأحزاب والمنظمات والاستعدادات ليوم الاقتراع... أثار عدد من أعضاء الهيئة العليا المستقلة للانتخابات اشكاليات اخرى تتعلق بتوظيف المساجد للدعاية السياسية وبشراء الأصوات بالهدايا والمساعدات الاجتماعية للفقراء محملين الهيئة مسؤولية نزاهة الانتخابات وشفافيتها ومصداقيتها. وتمت الدعوة إلى الانتباه إلى أن التثبت في آجال الترشح سيستغرق وقتا كبيرا لأن القوائم سترد على الهيئة بالمئات وهو ما يتطلب الاستعداد لهذا الأمر، كما تم التحفظ على تسمية المدير التنفيذي بوراوي بوراوي وقال إن الهيئة أخطأت عندما عينته.
استقلالية الهيئة
وإجابة عن التساؤلات تداول على المصدح كل من كمال الجندوبي رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات وسعاد التريكي نائبة الرئيس وبوبكر بالثابت كاتبها العام. ففي ما يتعلق باستقلالية أعضاء الهيئة تمت الإشارة إلى أنه لم يعلن إلى حد الآن عن تعيينات رسمية ولا يسمح بانتداب أي شخص له انتماء سياسي لأي حزب...وإذا كانت هناك طعون تتعلق بأفراد يجب تقديم الوثائق والحجج الكافية لكي تدرس الهيئة الملف وتبت فيه بشكل حازم وحاسم. وبالنسبة لعلاقة الهيئة بالحكومة بين الجندوبي انه يوجد استعداد كبير من قبل الوزير الأول وبقية الوزراء لتقديم المساعدة للهيئة...وبالنسبة لضعف عدد مكاتب التسجيل في الدوائر الانتخابية قال سيتم دعم عدد مكاتب التسجيل المتنقلة خاصة في المناطق التي تشكو من ضعف في التسجيل.. ونفى الجندوبي أن تكون الهيئة قد قبضت أي دولار أمريكي وقال إنها لا تتعامل مع أي ممول داخلي أو خارجي لأن ميزانيتها ممولة كليا من الدولة. وردا عن سؤال يتعلق بكيفية اختيار الشركات الاشهارية أشار إلى انه تم احترام الضوابط.
صعوبات في الخارج
لم ينف الجندوبي وجود صعوبات كبيرة في الهيئات الفرعية للانتخابات بالخارج وبين أنه سيقع البحث عن حل في اقرب وقت.. وبالنسبة إلى ملف الإعلام خلال الحملة الانتخابية قال إن الهيئة تشتغل عليه حاليا وعلى ملف تمويل الحملة الانتخابية لكنها لم تتوصل إلى قرار... وبالنسبة لقائمة المناشدين قال بوبكر بالثابت إن مشروع الأمر حولها جاهز وبين أنه تم تكوين فريق عمل منذ مدة للتأكد من المعلومات المتعلقة بمن وردت أسماؤهم في القائمة...أما قائمة المسؤولين في الحكومات المنتمين للحزب الحاكم فهي جاهزة. وبالنسبة لإدارة الحملة الانتخابية والاستعانة بخبراء من تونس أو من الخارج بين أن الهيئة اتخذت قرارا مبدئيا في التعامل مع الخبراء يقوم على مبدأ عدم تحجير تواصلهم مع أعضاء الهيئة وعلى معايير حاجة الهيئة لهم ولاختصاصاتهم وعلى شرط عدم مسهم من استقلالية القرار أي انه لا يمكن للخبير أن يكون شريكا في القرار. وفي ما يتعلق بالمنح قال إنه سيتم صرفها خلال أسبوع على من يعملون في مكاتب التسجيل.. وأكد أن المكاتب المتنقلة حققت نسب تسجيل هامة خاصة في قبلي وتطاوين. وعن استفسار حول مدى احترام مبدأ التناصف في الهيئات الفرعية تمت الإشارة إلى أن الهيئة فتحت باب الترشح للجميع وورد عليها نحو 4500 ملف لكن نسبة الإناث من المترشحين كانت ضعيفة. وتم التأكيد خلال هذا اللقاء على انه تم الشروع في الإعداد ليوم الاقتراع وهناك لجنة مكلفة بتأمين المسار الانتخابي...كما سيقع إعداد استراتيجية أمنية بالتعاون مع وزارة الداخلية.. وعن التحفظات المتعلقة بانتداب المدير التنفيذي تمت الإشارة إلى صعوبات عديدة واجهتها الهيئة في الانتداب نظرا لأن جل الكفاءات التونسية كانت منتمية للتجمع المنحل.