محسن الزغلامي صباح الثلاثاء الماضي تعطلت حركة المرور بالكامل بالطريق الرئيسية شارع علي البلهوان وسط مدينة اريانة وذلك بسبب تعمد مجموعة من سائقي سيارات النقل الجماعي ( النقل الريفي ) سد الطريق وقطعها بواسطة سياراتهم في حركة احتجاجية رافعين عديد المطالب مثل اصلاح القطاع وتصدي السلط الجهوية للعاملين فيه بصفة غير قانونية... ولأنه لا اعتراض طبعا، - من حيث المبدأ - على الحق في الاحتجاج السلمي والمنظم من أجل التحسيس بالقضايا و"المظالم" فانه كان يمكن لهذا "التحرك" الذي قاده سائقو سيارات النقل الجماعي بجهة اريانة أن يكون محل "تفهم" حتى من قبل المواطنين الذين وجدوا أنفسهم - يومها - ممنوعين من المرور بسياراتهم الخاصة أو بوسائل النقل العمومي ( الحافلات ) وبالتالي مكرهين على الانتظار لساعات تحت أشعة الشمس الحارقة لو أن "المسألة" بدت من حيث دلالاتها الأمنية والاجتماعية معزولة عن ظاهرة التطاول على النظام العام والتجرؤ على مؤسسات الدولة وأجهزتها الأمنية وغيرها التي برزت في عديد الجهات والمناطق على امتداد الأشهر الأخيرة التي تلت الثورة والتي تحولت بموجبها بعض الفئات والمجموعات من المواطنين الى ما يشبه عصابات لصوص وقطاع طرق بأتم معنى الكلمة تحت مسمى - وهذه مفارقة - الحق في الاحتجاج والتحسيس بالمظالم وبالمطالب الاجتماعية التي قد تكون مشروعة... ولأننا لا نريد - هنا - أن نركز على "حادثة" بعينها فالأمثلة المؤلمة في هذا المجال كثيرة بدءا بقطع الطرق الرئيسية والفرعية بين المدن والولايات والاستيلاء على وسائل النقل الخاصة والجماعية وعلى العربات الادارية وأخذ بعض المواطنين كرهائن ( حادثة حجز حافلة البث التلفزي على سبيل الذكرلا الحصر) فضلا عن حالة عدم الاطمئنان والخوف من المجهول التي أصبح يستشعرها في نفسه كل مواطن أو مواطنة تونسية تجد نفسها مجبرة لدواع مهنية أو عائلية على قطع مسافات طويلة بالسيارة... فاننا سنكتفي بالتوجيه الى ضرورة اعتماد المزيد من الصرامة - من هنا فصاعدا - في مواجهة مثل هذه الظواهر الهمجية والخطيرة - لا فقط - على عموم المواطنين وسلامة أنفسهم وممتلكاتهم وانما أيضا على هيبة الدولة وصورة المجتمع التونسي... الصرامة - لا فقط - في معناها الأمني الردعي في اطار القانون وانما أيضا في جانب التعاطي الاعلامي مع مثل هذه "الحوادث" التي لم يعد يجوز تقديمها في وسائل الاعلام الوطنية بمختلف أنواعها وكأنها "تحركات" مبررة ومشروعة اجتماعيا.