يجب أن نتعامل بتسامح وكبرياء مع الأخطاء في ختام السهرة التي قدمها الشاعر الفلسطيني الكبير سميح القاسم بمسرح الهواء الطلق بالحمامات في إطار مهرجانها الصيفي توجهت له «الصباح» بمجموعة من الأسئلة عن الراهن العربي وعما يحدث في سوريا بالذات وعن موقفه من حركة الشعوب العربية تجاه حكامها بصفة عامة فكان الحوار التالي.. نحن ندرك جيدا علاقتك الطيبة مع الرئيس السوري بشار الأسد فما هو موقفكم من الأوضاع التي تشهدها سوريا هذه الأيام؟
الحقيقة هي أنني أحظى بعلاقات طيبة مع عدد من المسؤولين العرب والرؤساء..وأنا لا أضع شروطا غير الاحترام، احترام الرأي والرأي الآخر.. والنقاش مستمر دائما.. ومعروف تماما أنني لم أكن أميل إلى جميع الأنظمة لأنني مؤمن بضرورة تحرر الشعوب ولا أقول الشعوب العربية بل الشعب العربي والأمة العربية.. ومن حقنا أن نسترد مكاننا كأمة تحت الشمس طليعة ورائدة.. نحن لسنا عبيدا وإرهابيين كما يقول أعداؤنا والسفاحون القتلة وعلينا ان نستعيد مكاننا، إذا أراد الحكام أو لم يريدوا فالشعب هو الذي سيقرر مصيره كما قال أبو القاسم الشابي منذ سنوات طويلة..
إذن من حق الشعب السوري أن يقول «ديقاج» الى رئيسه؟
نعم.. نعم «ديقاج» الى كل الطغاة..فالحرية مطلب لا تنازل عنه والشعب العربي لن يقبل طاغوتا بعد اليوم فمن حقنا أن نعيش شرفاء أحرارا في وطننا.. الطاغوت مرفوض.. الاستبداد مرفوض والقمع مرفوض..الحرية هي الحق الشرعي والمطلق لأبناء وبنات شعبنا وهذه الإرادة هي التي ستنتصر ولن يكون استبداد بعد اليوم..
في الحقيقة أنا لا أتتبع أخبار أبنائي ولكنني أفرح حين يحققون إنجازا.. ولكنهم مطالبون بالتواضع والانسجام التام مع الشعب واحترام ثقافته..
أستاذ قاسم بعد ثورة 14 جانفي كيف ترون مستقبل البلاد؟
إن ما يحصل في تونس ليس حادث سير وإنما هو حدث تاريخي ضخم ولا تتوقعوا أن تسير الأمور كما ينبغي وبهدوء وبنظام.. قمع سنوات طويلة لا بد أن يتفجر وتظهر بوادر غير مرضية لكنها في المحصلة تسير في الاتجاه الصحيح. الثورة التونسية خرجت عن إطارها الإقليمي وأصبحت نموذجا للأمة العربية والبشرية كلها.. فيجب أن نتعامل بتسامح وكبرياء مع الأخطاء هنا وهناك، على أن نحتفظ بالبوصلة الحقيقية ، بوصلة انتصار الثورة بكل أهدافها إن شاء الله.
ما رأيكم في نشاط شعراء الثورة والمقاومة في هذا الظرف؟
كل مرحلة تنتج شعراءها..أنا متفائل.. والأصوات الجديدة أتمنى لها النجاح والتوفيق.