بدات ملامح المجلس التاسيسي تخيم على عدد من الاحزاب التي بدات بدورها في البحث عن تحالفات تمكنها من ضنمان اكبر عدد ممكن من المقاعد بالمجلس المذكور. وقد لاحت في الآونة الأخيرة تكتلات سياسية جديدة انضافت إلى المشهد السياسي الوطني بعد تلك التحالفات التقليدية التي أدت في معظمها إلى الذهاب إلى حد الدمج بين تيارات سياسية على غرار حزب الوفاق الجمهوري وحركة الشعب التقدمية الوحدوية. وقد علمت " الصباح " أن عددا من الاحزاب التي تعرفها الساحة السياسية على انها من الاحزاب التجمعية تعمل هذه الايام على توحيد الصفوف حيث من المتوقع أن يتم الاعلان قريبا عن عمل سياسي مشترك بين الحزب الحر الدستوري التونسي الديمقراطي وحزب الاصلاح الدستوري. وحسب ما تضمنته النسخة الكتابية للتنسيق المشترك بين الحزبين فان من اهداف العملية هو توحيد الاحزاب " الدستورية ". ومن المنتظر أن يتولى عبد المجيد شاكر القيام باجراءات التنسيق والدمج بمعية لجنة صادرة عن الحزبين المذكورين. من جهة اخرى يبدو أن تحالفا جديدا قد يرى النور في الاونة القادمة وسيجمع حزب التكتل الديمقراطي من اجل العمل والحريات وحزب العمل التونسي المحسوب على الاتحاد العام التونسي للشغل وذلك حسب ما يردده الشارع السياسي الوطني. وقد اصدر الحزبان اول امس بلاغا لهما اثر اجتماع مكتبيهما السياسين اكدا من خلاله سعيهما إلى التعاون والتنسيق في مختلف القضايا الوطنية بما يعزز العلاقة بين الطرفين. ومن المنتظر أن يتم الاعلان عن برنامج اقتصادي واجتماعي مشترك وتدارس صيغ التنسيق والتعاون بخصوص الانتخابات القادمة. كما تشهد عدد من الاحزاب الوسطية تنسيقا واضحا من خلال قياداتها للبحث عن علاقات حزبية جديدة لإنشاء تكتلات سياسية عنوانها المجلس التأسيسي. وفي الاطار ذاته خيرت بعض الاحزاب المحافظة عن استقلاليتها والمضي دون شريك سياسي لها لانتخابات المجلس التاسيسي. وقد اعتبر عدد من السياسين أن التحالفات " القائمة بين الاحزاب يدخل معظمها في اطار ما يعرف " بالترسكية السياسية" اي أن بعض الاحزاب التي لا امتداد لها داخل الوسط الشعبي او الجمهور السياسي تسعى إلى ضمان بقاءها من خلال الدخول في تحالفات تعرف تلك الاحزاب مسبقا انها في غيرذات وزنها." ولم يستثن مصدر اخر انتهازية الاحزاب التقليدية في ضمان اكبر عدد من الاحزاب الناشئة كحزام سياسي يمكنها اي الاحزاب التقليدية - من التفاوض مع الاحزاب الوافدة الجديدة والملتحقة حديثا بالتكتل او الجبهة او التحالف المذكور بصفة غير ندية بل أن الوافدين الجدد كثيرا ما يبتزون في مواقفهم السياسية.