على وقع أنغام «السول» وألحان الموسيقي الكبير ري تشارلز روبنسن أصيل ولاية جورجيا الأمريكية، مثل العرض الفني بمهرجان المدينة أول أمس بالمسرح البلدي بالعاصمة مناسبة لتكريم هذا الفنان الراحل بقيادة دي راي عازف البيانو الشهير (الكراييب) وصاحب الصوت الشجي رفقة مجموعته الصوتية المحترفة.. فرقة نالت استحسان الجماهير في المسارح الدولية، وكان لها ذلك في تونس لما تميزت به من حضور متفرد على الركح وعزف متنوع على آلة السكسفون والكونتر باس والقيثارة والبيانو مع تناغم كبير بين عناصر الفرقة. بالإضافة إلى أصوات هي في غاية الرقة غنت لراي تشارلز ولذكرى الفنان العملاق. ري تشارلز الذي كانت تجمع المجلات العالمية المتخصصة على أنه من بين الأسماء الفنية القليلة الخالدة، ري تشارلز صاحب العدد الكبير من الجوائز العالمية الكبرى ، أبرزها «الغرامي إوارد « بالولايات المتحدةالأمريكية كان حاضرا بقوة برصيده الكبير من الأغاني الذي تركه وبالذكرى والشوق الذي يثيره في نفس عشاقه. لم يكن غريبا ليلة الثلاثاء بالمسرح البلدي أن أغلب الجمهور كان يردد اغاني ري تشارلز لحنا وكلمة مثل اغنيةmess around -Igot awomen-Georgia-Hit the road jack ولم يكن غريبا ذلك التفاعل مع العرض الى درجة الانتشاء فري تشارلز محبوب في تونس وله جمهور كبير يقدر قيمته الفنية. كان التفاعل على أشده حتى أن البعض عاش هستيريا من الرقص على وقع موسيقى السول الخاص وألحان الشخصية السوداء الخالدة..لوحات راقصة من المجموعة الصوتية والبعض من الجمهور نادرا ما كنا نشاهدها في مسارحنا.. ومن الطبيعي أن هذا النوع من الموسيقى والذي تأثر بالبلوز(نوع موسيقي صوتي كان الزنوج يتغنون فيه بأحزانهم وأساهم) أن يكون له الأثر البليغ في الموسيقى الامريكية الشعبية وأثاره الى اليوم ملموسة في الجاز و»الآرن بي» و»الروك «و»القوسبيل» وغيرها. طابع مميز لعرض ليلة أول أمس سيمكث حتما في ذاكرة كل الحاضرين، عشاق السول والبلوز.. ذلك أن المتتبع لأحداث السهرة يشعر وكأنه بصدد متابعة مسرح غنائي تهيمن عليه حرفية الممثلين و»خانات» صوتية متفردة غالبا ما يكون فيها الفنان بطلا بحسه المرهف وطاقاته الإبداعية الهائلة وسخائه على الركح. دون أن نغفل الجانب المرح في العرض الذي عادة ما يرافق مختلف عروض الموسيقيين من السود الأمريكيين. إن مثل هذه العروض القيمة يجب أن لا تغيب على مهرجاناتنا حرصا منا على الانفتاح على أنواع موسيقية أجنبية متجددة بغية تنمية الذائقة الموسيقية والرقي بالمجال الثقافي.أما الشيء المشجع في سهرة تكريم تشارلز راي بالمسرح البلدي فهو ولع الأجيال الصاعدة وشغفهم بهذا النوع من الموسيقى والتماهي مع الآداء المؤثر..