احتضن المقر المركزي لحركة الوحدة الشعبية مساء أول أمس الاثنين حفل توقيع أرضية عمل مشترك تجمع بينأربعة أحزاب سياسية وهي المؤتمر من أجل الجمهورية مثلها عضو المكتب السياسي عبد الرؤوف العيادي وحركة الوحدة الشعبية ابراهيم حيدر وحزب الاصلاح والتنمية محمد القوماني وحزب حركة النهضة حمادي الجبالي. وجاء هذا اللقاء اثر سلسلة من اللقاءات دامت نحو اربع جولات عرفت خلالها انسحاب حركة الديمقراطيين الاشتراكيين (شق الخصخوصي) بالاضافة إلى تعليق مشاركة حركة الشعب الوحدوية التقدمية الى ما بعد مؤتمرها. كما عرفت بعض الأحزاب المكونة لهذا التحالف، تململا داخل صفوفها وقد ظهر اساسا من خلال الرسالة التي اصدرها امين عام حزب المؤتمر منصف المرزوقي ودعا فيها النهضة والديمقراطي التقدمي والتكتل إلى احترام اليات العمل السياسي الوطني. كما شكلت تصريحات بعض القيادات ومواقفهم من الهيئات القائمة، سيما وان احد الأحزاب الممضاة على نص الارضية المشتركة مازال ينشط داخل الهيئة العليا لتحقيق اهداف الثورة في حين عرف بقية الشركاء السياسيين(حزب المؤتمر والنهضة )انسحابا منها بتعلة خروج الهيئة عن روح التوافق الذي يحكم البلاد. وقد علمت" الصباح" أن قيادات دعت في الآونة الأخيرة الى تجاوز الخلافات والتحفضات وتجلى الامر من خلال لقاء أحمد بن صالح بمحمد القوماني منذ أسبوعين، ولقاء الشيخ الغنوشي بالدكتور المرزوقي على هامش احتفال حزب المؤتمر بالذكرى العاشرة لتأسيسه، وكذلك لقاء الدكتور المنصف المرزوقي بأحمد بن صالح نهاية الأسبوع الماضي، وخاصة الاتصال الهاتفي الذي جمع هذا الأخير براشد الغنوشي، نهاية الأسبوع كذلك. واطلق عدد من الملاحظين على هذا اللقاء اسم جبهة "23 أكتوبر" لجمعها كل الأطياف السياسية على غرارجبهة 18 أكتوبر والتي جمعت في صفوفها عدد من الاطياف السياسية من اليسار إلى اليمين واشتركت جميعها في الدعوة إلى اسقاط نظام بن علي غيرأن الجبهة سرعان ما ذابت في ظل ظهور بعض الخلافات. وتتطلع هذه الجبهة، حسب الوثيقة التأسيسية الصادر اول امس، الى تطوير صيغ العمل المشترك بينها اي الاحزاب الاربعة - دون طمس للاختلاف. كما تؤكد أن المجال يبقى مفتوحا للتعاون مع جميع الطاقات السياسية الوطنية وتدعوها إلى الالتقاء حول هذه الأرضية بالاضافة إلى سعيها لإنجاح موعد23 أكتوبر2011 لانتخاب المجلس الوطني التأسيسي واعتباره أولوية مطلقة في بناء الشرعية الديمقراطية على أساس سيادة الشعب.