اورد السيد رضا بالحاج الوزير المعتمد لدى الوزير الاول في تصريح للصباح أن اللقاء الذي جمع أمس الوزير الاول السيد الباجي قائد السبسي مع المسؤولين الاول عن 12 حزبا عضوا في الهيئة العليا لحماية الثورة كان مثمرا وايجابيا وحضرته كل الاطراف بما في ذلك السادة مية الجريبي وراشد الغنوشي والمنصف المرزوقي الذين قاطعت احزابهم بعض جلسات الهيئة العليا في الاسابيع الماضية. كما حضر اللقاء السيد كمال الجندوبي رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات الذي قدم لامناء الاحزاب عرضا عن استعدادات الهيئة العليا المستقلة لانتخابات 23 أكتوبر والصعوبات التي قد تمربها العملية الانتخابية. وكانت حصلية الاجتماع حسب الوزير رضا بالحاج بروز وفاق بين الاحزاب ال12 الممثلة في الهيئة العليا لحماية الثورة والحكومة على دعم الهيئة العليا المستقلة للانتخابات وعلى استحثاث الهمم في المجتمع المدني وبين بقية الاحزاب لتشارك في رفع العراقيل التي قد تبرزهنا وهناك حتى تنجح الانتخابات التعددية الاولى قولا وفعلا.
هل سيكون للمجلس المنتخب دور تشريعي؟
اللقاء كان ايجابيا ايضا حسب الاستاذ رضا بالحاج لانه ابرز وفاقا بين قيادات الاحزاب ال12 الممثلة في الهيئة العليا فيما يتعلق بصلاحيات المجلس الوطني التاسيسي الذي سيجري انتخابه في 23 اكتوبرومدته. وقد برز اجماع حول اعتبار" المجلس المنتخب سيد نفسه " أي أن اعضاءه سيحددون ان كانت مهمته تشريعية وسياسية ام انها ستقتصر على صياغة وثيقة الدستور الجديد. وبالنسبة لمدة عمل المجلس المنتخب ساد تيار داخل الامناء العامين للاحزاب الحاضرة في الحوار مع قائد السبسي على ان تكون في حدود عام واحد.
نسق أسرع للبت في قضايا الفساد
قضية ثانية بحثها الوزير الاول مع زعامات الاحزاب ال12 هي القضاء واصلاح سير العدالة لضمان التعجيل بالبت في ملفات الفساد والاستبداد وانصاف ضحايا العهد السابق وارجاع الحقوق الى اصحابها. في هذا السياق برز حسب الاستاذ رضا بالحاج وفاق بين الوزيرالاول وزعامات الاحزاب على ضرورة تخصيص مزيد من مكاتب التحقيق وهيئات التقاضي لتسهيل البت في ملفات الفساد المالي والسياسي التي يجري التحقيق حولها منذ أكثر من7أشهر.
المحاكم اوشكت على اكمال تحقيقاتها
في نفس الوقت أعلم الوزير الاول ضيوفه ان البت في القضايا من قبل المحاكم العادية سيسير بنسق اسرع خلال الاسابيع والاشهر القادمة لان التحقيقات في كثير منها اوشكت على نهايتها. والامر لم يتعلق بتابطؤ بقدر ما كان ناجما عن كثرة الملفات وتشابكها وتعقيداتها واصرار السادة القضاة على استكمال التحريات والتحقيقات. وبالرغم من كون الراي السائد في الشارع هو تباطؤ المحاكم وتسامح مع"هروب سيدة العقربي" فان النية تتجه الى تعزيز القضاء لتسهيل مهمتهم دون ان تؤثر في كامل المنظومة القضائية او التفكيرفي قضاء استثنائي ترفضه الخيارات الديمقراطية.
الاعتصامات والاضطرابات
قضية محورية اخرى كانت محور وفاق حسب السيد رضا بالحاج هي الحاجة المتاكدة لتحسين الاوضاع الاجتماعية والاقتصادية في البلاد والحد من معضلة البطالة عبر تعبئة كل الطاقات لوقف الاضطرابات العشوائية والاعتصامات الفوضوية التي شلت بعض المصانع والمؤسسات واربكت الحياة الاجتماعية والاقتصادية لالاف العائلات مما تسبب في استفحال عدد العاطلين ونسب الفقر والحرمان في بعض الجهات. وقد اقرت كل الاحزاب انه لا يمكن حسم ملفات هيكلية مثل البطالة والخلل في التوازن بين الجهات في ظرف قياسي في ظل حكومة انتقالية مهمتها المركزية تصريف الاعمال والمساهمة في التحضيرلانتخاب قيادة تستمد شرعيتها من صناديق الاقتراع.
الاعلام.. الاعلام
كما كان من بين محاور اهتمام زعامات الاحزاب والوزير الاول ضرورة المساواة في الفرص في الفضاءات الاعلامية العمومية والخاصة في هذه المرحلة الانتخابية والابتعاد عن التاثيرات الحزبية وعن توظيف وسائل الاتصال خدمة لتيار أوحزب دون غيره.كما حذرت زعامات الاحزاب السياسية الحاضرة من توظيف" المال السياسي الفاسد "مهما كان لونه ومصدره في التاثير في وسائل الاعلام وفي توازنها في التعامل مع مختلف الفرقاء السياسيين.