في البنك التونسي للتضامن بباجة يأتي المواطنون من كافة معتمديات الولاية لقضاء شؤونهم من شبابيك البنك فيفاجأون بعدم حضور المسؤول الأول فينتظرون وينتظرون ويخرجون ويعودون لكنهم لا يحصلون على شيء ويتكرر المشهد في أكثر من إدارة دون اعتبار للالتزام المادي والأدبي الذي تقطعه الإدارة مع المواطن ودون اعتبار لما تمر به البلاد من ظروف استثنائية تستوجب من كل فرد غيور على هذا الوطن أن يكون وفيا بالحد الأدنى للمهمة التي أنيطت بعهدته بصرف النظر عن انتمائه الحزبي الضيق. ولعل ما يسوقنا إلى مثل هذه الملاحظة ما جد يوم الاثنين الماضي بإحدى مصالح الحالة المدنية والانتخابات التابعة لبلدية باجة ( باب السبعة ) إذ عمد جميع الموظفين في سابقة خطيرة إلى مغادرة مكاتب عملهم وغلق أبواب الإدارة منصرفين إلى قضاء شؤونهم الخاصة قبل انتهاء الوقت الرسمي بما يزيد عن الساعة مما اضطر العديد من المواطنين إلى الاصطفاف أمام الباب الخارجي متسائلين عن الأسباب دون تلقي أي جواب. ومن حسن الصدف أن مر صلاح الدين زروق رئيس النيابة الخصوصية لبلدية باجة فجلب انتباهه المشهد وتوقف يطرق الباب الخارجي مع المواطنين لكن دون جدوى عندها اتصل بالكاتب العام للبلدية الأمر الذي أعاد العديد منهم إلى مواقع عملهم عن طريق اتصالات هاتفية! وقد أفادنا بعض أجوار هذه الإدارة بأن العملية تتكرر يوميا وما كشفها "اليوم" إلا بمحض الصدفة وقد لا تكون المرة الأخيرة لأنه وحسب ما توفر لدينا من معطيات فإن موظفي وعمال البلدية لا يتعاونون مع أعضاء النيابة الخصوصية إلا بقدر ضعيف وهي مسألة خطيرة عطلت العديد من الملفات وشلت أنشطة البلدية وحدت من تدخلات الأعضاء حتى في أبسط الأشكال.. فبأية إدارة سنواجه المستقبل وعن أية ثورة نتحدث والإهمال والتقاعس واللامبالاة صفات تعشش في أغلب أركان إدارتنا ؟