إثر تشكيكها في الأبحاث التي فتحتها النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بسيدي بوزيد في قضية هلاك كهل من مواليد 1954 حرقا على أيدي أقاربه وبمباشرة التحريات وسماع الشهود انحصرت الشبهة في أحدهم والذي تمّ إيقافه منذ يوم 9 جوان الماضي للتحقيق معه من أجل تهمتي القتل العمد مع سابقية القصد وإضرام النار عمدا بمحلّ مسكون وإبقاء شريكيه بحالة سراح، وعلى هذا الأساس طالب نجل الضحية بضرورة إعادة التحقيق في ملابسات الجريمة الفظيعة خاصة أنّ الأدلة والقرائن المتوفرة تصبّ جميعها في خانة إدانة بقية المتهمين. وكانت الأبحاث انطلقت في قضية الحال تبعا لبرقية صادرة عن مركز الحرس الوطني بفايض بتاريخ 06 جوان 2011 والتي مفادها وفاة كهل نتيجة تعرضه للحرق من طرف المظنون فيه وهو ابن شقيقه حيث تبين على ضوء تقرير الطبيب الشرعي أن الموت ناجم عن حروق حرارية من الدرجتين الثانية والثالثة ممتدة على 50% من مساحة الجسم كما أشار كذلك إلى الوسيلة والمادة المستعملة لحرق الهالك قصد إنارة سبيل العدالة. وباستنطاق المتهم من قبل باحث البداية صرح انه أثناء عقده لجلسة خمرية بصفاقس تذكر زوجة جده التي رفعت قضية عدلية من أجل التملك بمنزل جده وبعض الأملاك الأخرى وتم الحكم لصالحها فانتابته نوبة من الغضب وقرر الانتقام منها من خلال إ ضرام النار بالمنزل المذكور وهو محل النزاع. وللغرض تعمد اقتناء قارورة مياه معدنية سعة نصف لتر وبعد أن أفرغها من محتواها ملأها بالبنزين وأخفاها في ملابسه الداخلية ثم اتصل بأخويه طالبا منهما التحول برفقته لمقر سكناهم الكائن بجهة الحنية بعمادة فايض دون أن يفصح عن نيته أو مخططه، وبوصولهم للمنطقة المذكورة ترجلوا جميعا نحو محل إقامتهم وبالاقتراب منه غادرهم شقيقه الأصغر ليخبر أفراد عائلته وظل شقيقه الآخر برفقته لمراقبته بحكم حالة السكر التي كان عليها وببلوغهما محيط منزل الجد توجه إلى شجرة تين وأوهم مرافقه أنه عثر على قارورة محروقات بذلك المكان وتوجه مباشرة لإحدى النوافذ وسكب عليها البنزين ثم أضرم النار فيها. حينها تدخل شقيقه وقام بمسكه ودفعه بعيدا وأثناء انهماكه في محاولة إخماد الحريق والصياح طلبا للنجدة ولفت الانتباه استغل المتهم ذلك وتعمد تكرار العملية في نافذة أخرى من خلال إلقاء القارورة عليها وإضرام النار فيها ومن ثم التقاطها بعد سقوطها وإعادة رميها داخل الغرفة مؤكدا ان شقيقيه ليس لهما علم بما خطط له لكي لا يقع منعه من ذلك نافيا وجود أي أغراض أو عداوة بينه وبين عمه الهالك وان موته كان نتيجة سوء تقدير ومراد أفعاله كان لغاية الانتقام من زوجة جده لا غير. هذه التصريحات فندتها أقوال الضحية أثناء سماعه من طرف أعوان الأمن قبل وفاته بالمستشفى والذي اتهم أبناء شقيقه بإضرام النار فيه وبمحل إقامته.