قضية الحال يكتنفها الكثير من الغموض نظرا لغياب أدلة قطعية وثابتة حول تورط أي من الأطراف المشمولة بالتتبع فيها وقد راح ضحيتها شاب يدعى محمد على اثر تلقيه لطعنة قاتلة بسكين في صدره وقد انحصرت الشبهة في أربعة من أصدقائه الذين كانوا يقطنون معه في منزل تسوغوه ببراكة الساحل وكما ذكرنا نظرا للغموض الذي يحيط بالقضية فقد تمت احالة المتهمين فيها وهم شبان تتراوح أعمارهم بين 23 سنة و29 عاما بحالة سراح. وقد أصدرت هيئة الدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية بقرمبالية حكمها في هذه القضية أول أمس وقضت بعد المفاوضة والتدقيق والتحري بعدم سماع الدعوى للمتهمين الحاضرين وقضت غيابيا في شأن المتهمين الآخرين بالسجن 30 عاما. وقد جدد اثنان من المتهمين مثولهما بحالة سراح من أجل تهم المشاركة في القتل العمد وحمل ومسك سلاح أبيض بدون رخصة ولم يحضر الفاعل الأصلي في القضية والذي وجهت له تهمة القتل العمد وحمل ومسك سلاح أبيض بدون رخصة كما لم يحضر شريكه الرابع وهما محالان كذلك بحالة سراح. تمسك بالانكار وترجيح الانتحار وباستنطاق المتهم الأول نفى تعنيفه للهالك أو اعتدائه عليه أما المتهم الثاني فقد أفاد أنه لم يعتد على الهالك ولا يتصور اعتداء أصدقائه المتهمين عليه واتهامهم بهذا الأمر تأسس على مجرد شكوك فحسب ورجح المتهمان امكانية انتحار الهالك وأوضح أحدهما أن صديقهما الثالث لم يحضر لأنه مقيم حاليا بالتراب الجزائري. غموض وشك وبافساح المجال للسان الدفاع رافع محام في حق المتهم الأول أبرز بأن موقف موكله بقي ثابتا طوال مراحل البحث من خلال تمسكه بنفس الأقوال وأضاف أن الرواية التي روتها الفتاة حول الواقعة لا تستقيم وأكد وجود شك يحوم حول القضية موضحا وجود عديد الفرضيات حول طريقة الوفاة كما أن هناك عدة عناصر ترجح عنصر الانتحار حسب قوله باعتبارأنه لا وجود لدليل قاطع على أن المتهمين هم من ارتكبوا الجريمة وتبعا لذلك طلب البراءة لموكله. ورافع محام في حق المتهم الثاني رجح بدوره فرضية انتحار الهالك أو أن تكون الفتاة بادرت بطعنه أثناء تواجدهما معا بالمطبخ فرد الفعل بطعنها كذلك وأبرز الدفاع وجود غموض وشكوك تحوم حول القضية وأكد على براءة موكله لذلك طلب حفظ التهمة في حقه والتصريح ببراءته. وخلال جلسة المحاكمة عرض قاضي الجلسة صور جثة الهالك التي تحمل طعنات في قلبه ووجهه كما تم احضار المحجوز وهو السكين أداة الجريمة. وللإشارة فان الأبحاث انطلقت في القضية على اثر تلقي ممثل النيابة العمومية المكلف بجهة الاستمرار يوم 8 مارس 2004 مكالمة هاتفية من رئيس مركز الحرس الوطني بالحمامات مفادها البلوغ الى علمهم تعرض فتاة لطعنة سكين على مستوى جنبها بمحل سكناها ببراكة الساحل أين تقيم بمعية 5 شبان آخرين وبتحول الأعوان على عين المكان وجدوا المتضررة والدماء تنزف منها فتم اسعافها بنقلها الى مستشفى نابل كما وجدوا الهالك ملقى ببهو المنزل مفارقا للحياة وبمعاينة جثته تبين أنها تحمل آثار طعنة بسكين على مستوى الصدر فتمت احالة المتضررة بمعية الأربعة شبان على قلم التحقيق بقرمبالية لأنهم يقيمون مع الهالك وأعلموا عن الجريمة. وقد أفادت الفتاة المتضررة أن الهالك دعاها ليلتها للتحادث معها في المطبخ وبتحولها الى هناك طعنها مباشرة بواسطة سكين فصرخت حينها قدم المتهمون الأربعة وأكدت أنها لم تطعن الهالك ولم تشاهد من فعل ذلك وقد تم في مرحلة أولى إحالة الفتاة كمتهمة رئيسية في القضية وحفظ التهمة في حق بقية المتهمين ولكن محامي الفتاة عقب قرار دائرة الاتهام فتم حفظ التهمة في حق المتهمة والافراج عنها من سجن ايقافها واحالة المتهمين الأربعة أحدهم كفاعل أصلي وهو صديق المتهمة والبقية كمشاركين تمسكوا خلال التحقيق معهم بالبراءة وأكدوا أنهم التحقوا بالهالك والمتهمة بعد تعرضهما للطعن بواسطة سكين واثر المفاوضة أصدرت الهيئة العحكم سالف الذكر.