رغم حسن نوايا الوزارة ورغبتها في ضمان انطلاقة ناجحة للسنة الدراسية الجديدة لم يمنع ذلك من حصول مفاجآت غير سارة بالمرّة تحدث لأول مرة في تاريخ العودة المدرسية آلت إلى تعثر استئناف الدروس في عدد من المؤسسات التربوية وتعطل العمل بها خلال اليوم الأول من العام الدراسي مما تسبب في اغتيال فرحة تلاميذها بلقاء الأتراب والأصدقاء والأسرة التربوية واستعادة أماكنهم بقاعات الدرس إيذانا بانطلاق أولى الحصص في روزنامة الموسم الدراسي 2011-2012. لكن للأسف تبدد حلمهم بل حقهم المشروع بتغيب عدد من المعاهد والمدارس عن الموعد وتأخر العودة بها إلى أجل غير مسمى.. ومن بين المؤسسات التي كانت مسرحا لهذه المفاجآت نذكر معهد الفارابي بمنوبة ومعهد شاكر بصفاقس ومدارس بوعمران والسند وأم العرائس بقفصة ومعهدي فريانة وعين دراهم بجندوبة,, والقائمة تطول.. هذه المدارس وغيرها كانت يوم 15سبتمبر غائبة عن موعد حفل افتتاح الموسم الدراسي لأسباب كان بعضها متوقعا لكن دون أن يبلغ حد تعطيل العودة وتأخيرها في علاقة بالتشويش الذي أدخلته حركة نقل المديرين على التسيير الإداري والترتيب للعودة.أمّا أن تكون إضرابات إطار التدريس لاختلافات حول جداول الأوقات أوالغياب الكلي لهذه الجداول وعدم جاهزيتها سببا رئيسيا لعرقلة العودة وتعطيلها فهذا ما يثير الاستغراب ويطرح أكثر من استفهام حول مستقبل الانفلاتات التي قد يكون الفضاء التربوي عرضة لها. وتكمن المفارقة الأبرز في المشهد التربوي أولى أيام العودة في أنه بقدر التباطؤ والتأخير الطارئ على إعداد جداول الأوقات الخاصة بالتلاميذ على مستوى بعض المؤسسات التربوية ما نغّص على عديد التلاميذ فرحة العودة بقدر ما كانت وزارة التربية سباقة وسريعة في ضبط ونشر روزنامة الامتحانات الوطنية لآخر السنة الدراسية المتوقع اجتيازها في جوان 2012!! وتحديد جدول الاختبارات الكتابية ومواعيد الإعلان عن نتائج البكالوريا و"السيزيام" و"النوفيام". أكيد أنّ لسان حال التلاميذ المعطلين هذه الأيام عن الدراسة بسبب غياب جداول الأوقات يردد معلقا على هذه المفارقة "تحضير الحصير قبل الجامع".. ونحن من جهتنا نرجو أن تتدخل الوزارة للتسريع بتسوية الإشكالات العالقة وضمان عودة كافة المؤسسات التربوية للعمل والدراسة منذ أول حصة صبيحة غد الاثنين.