ينطلق نشاط التركيبة الجديدة لجمعية النهوض بالنقد السينمائي في تونس اليوم بعرض الشريط الوثائقي «مفروزة» للمخرجة إيمانويل ديموريس وهو شريط وثائقي في 5 أجزاء يدوم كل جزء قرابة ساعتين و30 دقيقة أنجزته على مدى السنتين الماضيتين. ويتناول هذا الشريط الحياة في حي مهمش في مدينة الإسكندرية بني على أنقاض مقبرة يونانية- رومانية وقد انطلقت المخرجة من مجموعة لقاءات أجرتها مع السكان تحدثوا فيها عن صعوبة الحياة وتراوح مقاومتهم لما يتعرضون له من مشاكل بين القوة والليونة. فعادل وغادة زوجان شابان يبحثان عن السعادة، محمد الخطاب تاجر- شيخ، حسن مغني منحرف يحب الحرية، أبو حسني يعيش وحيدا في مسكن غارق، القروية أم بصيوني وفرن الخبز، الشينابو عائلة المساحين، جهاد مقاومة شابة، كلهم يجسدون ويروون مقاومتهم التي تجعل منهم ومن حيهم فضاء للحرية والحياة. تدخل «مفروزة» في هذا العالم لتعالج تعقيداته ولتروي من خلال الروايات اللقاء بين شخصياته وبين الذين يأتون لتصويرهم. في تجربة تحيل على العديد من الأسئلة في السينما وتسائل النظرة التي نحملها عن الآخر. فتعطي الفرصة لمحاربة الأفكار المسبقة عن الفقراء وعن الشرق والإسلام وتسائل أيضا عبر المرآة طريقة الغرب في الرؤية والعيش. يتكون الفيلم من خمسة أجزاء هي: «مفروزة- أيها الليل» أو الغوص الأول في حياة الحي ويهتم بتتبع عالم آثار يتفحص المقابر الرومانية التي بنيت عليها المساكن واكتشاف الصراعات اليومية. «مفروزة- قلب» وتدور إحداثه في شهر جويلية حيث تساهم حرارة الطقس في توتر الوضع في الحي ويقوم سكان مفروزة بالإصلاحات أمام عين الكاميرا التي تسائلهم وبإجابتهم لها، تصبح الكاميرا شخصية في الفيلم. «مفروزة 3 ماذا نفعل» ويروي عملية تبادل الصداقة مع بعض سكان مفروزة من خلال علاقة ثقة وقرابة وحميمية عائلية. «مفروزة 4 يد الفراشة» ويصور التحضير لحدثين في بداية الشتاء في مفروزة وحديث عن البقاع المظلمة في هذا العالم الذي تغرق فيه الحياة والموت والتمايز الجنسي. «مفروزة5 بارابولات» بالإضافة إلى كونه بقال الحي، يقوم الشيخ محمد الخطاب بخطبة الجمعة في مسجد الحي. لكنه خلال الأيام التي يجهز فيها نفسه للعيد، يقتحم الأصوليون المسجد. يروي سكان مفروزة هذه الحادثة بكل هدوء وبتفاصيل مقنعة وقوة كلمات منطقية. هذه الأجزاء يقوم بدور البطولة فيها كل من عادل أبو فراق راغب البصيوني، غادة محمود علي عمران، حسن سطوحي، محمود أحمد أحمد، أم بصيوني، محمد الخطاب، محمد أنور أمين، جهاد أنور أمين، حسن جابر إبراهيم. ويذكر انه تم تغيير تركيبة الجمعية التونسية للنهوض بالنقد التي أصبحت كالتالي : الرئيسة : نورة البورصالي نائب الرئيس الأول: لطفي بن خليفة نائبة رئيس ثاني: نرجس طرشاني الكاتبة العامة: سندس الزروقي كاتب عام مساعد: محمد بن سلامة امينة المال: الهام عبد الكافي أمين مال مساعد وهي تعمل على إرساء عادات في مجال النقد السينمائي سعيا منها لتطوير الإنتاج السينمائي، إلى جانب المشاركة في تنشيط وتنمية الحركة الثقافية والفنية بالبلاد في إطار العمل التطوعي وغير المحترف. و تنمية ونشر الثقافة عن طريق النقد السينمائي والرفع من مستواه وذلك بتنظيم لقاءات وندوات وتربصات وورشات تكوينية في الغرض، إلى جانب المشاركة في إعداد أهم التظاهرات السينمائية بتونس (أيام قرطاج السينمائية، مهرجان سينما الهوات بقليبية، أيام السينما التونسية...) وفي عدد كبير من النشاطات المتخصصة والمتنوعة بالتعاون والتواصل مع مختلف الجمعيات والمهرجانات التي لها نفس الأهداف، إقليميا وطنيا ودوليا.