بقلم: توفيق بن رمضان كم أنت رائعة يا تونس؟ نعم كم أنت رائع و جميل يا وطني العزيز؟... نعم أبناء وطني إن لنا وطنا رائعا، كم هو حنون و سخي ومعطاء، ليس مع أبنائه فحسب بل وأشقّائه و ضيوفه، ولكنّ هذا الوطن الرائع مشكلته مع من يسوسونه، مشكلتنا مع السواد الأعظم من رجال السياسة الذي أفضّل أن أنعتهم « برجال الخباثة» لأنّني لا أرى سياسة في أدائهم بل غدرا و « خباثة » و إجراما في حق الوطن والشعب ولا علاقة لعملهم بالسياسة التي تعني في اللهجة التونسية اللطف والرحمة وحسن المعاملة. تصوروا لو كانت هذه الثورة في بلد آخر لسقط الآلاف من الأرواح والضحايا، و للتاريخ و ليعلم الجميع أنّ الشهداء الذين سقطوا إبّان الثورة لم يكن سببه الاقتتال بين أفراد الشعب التونسي بل قتلهم النّظام الظالم والإجرامي، ولما طلب الوزير الأول الغنّوشي من التونسيين أن يحموا وطنهم و يدافعوا عن أنفسهم « و هذه تحسب له » انبرى الكل كهولا و شيوخا و صبية من أجل الذود والدفاع عن الوطن العزيز وحماية الشعب من المخططات الخبيثة والإجرامية التي أعدّت من أجل نشر الفوضى و البلبلة بين أفراد الشعب الطيب والمتأصل. و لقد احتضنت تونس في أوج ثورتها الإخوة الأشقاء من القطر الليبي رغم الظروف الصعبة التي مررنا بها من فوضى وعدم استقرار كما احتضنتهم قبل قرن زمن الغزو الإيطالي، كما أن الشعب التونسي كان من أكبر الداعمين والمساندين للإخوة الجزائريين طيلة حرب التحرير ضد المحتل الفرنسي رغم أننا كنا حديثي عهد بالاستقلال ولم يكن لنا الكثير من الإمكانيات بل كنا في أشد الحاجة للمساعدة آنذاك... و بالأمس القريب استقبلت تونس و شعبها الأشقاء الفلسطينيين بعد طردهم من لبنان وامتناع الكل عن دعمهم و استضافتهم، أفلا يحق لنا أن نقول كم أنت رائعة يا تونس؟ حقا لا يمكن القول إلا أن لنا وطنا رائعا « كم أنت رائعة يا تونس » فمنذ انهيار النظام و هروب الطاغية بقيت كل المواد متوفرة، و ليس المواد الأساسية فحسب بل في أوج الثورة لم يقطع الماء و الكهرباء و لم تفقد المواد الأساسية بل الكماليات متوفرة للشعب التونسي بل تصدر كل المواد التي يستحقها الأشقاء بالقطر الليبي، و تصوروا التفاح أبو ستة دنانير قبل الثورة و الموز كذلك انخفضت أسعارهما للنصف بعدها وهذه من المفارقات الغريبة والعجيبة "و على المرء أن يتساءل هل من المعقول إنفاق أموال طائلة من العملة الصعبة في توريد الموز و التفاح و نحن نعيش ثورة...؟ و من وراء هذا التوريد...؟"،. إنها تونس الرائعة و الجميلة و لكن من جديد أقول مشكلتها في النخبة السياسية التي لم تكن مخلصة و صادقة مع الوطن و الشعب منذ الاستقلال إلى يومنا هذا و بعد الثورة يتمادون على نفس النمط من ممارسة الخبث والمراوغة و المخاتلة مع الشعب و الوطن العزيز من أجل تحقيق مآرب شخصية و تنفيذ مؤامرات و حسابات ضيقة و لم يعتبروا من غيرهم مثل صدام و القذافي وزعيمهم بن علي و أصهاره و أقاربه كما أن التاريخ حافل بالعبر والأمثلة. و مجددا كم أنت رائعة يا تونس فقد تم الإبقاء على الحدود مفتوحة و تم استقبال اللاجئين من كل الأجناس على التراب التونسي و تفاعل الشعب و قام بواجب الضيافة و الإغاثة تجاههم رغم أنّه يعيش ظروفا استثنائية ورغم أنّ الشّعب التّونسي ليست له من إمكانيات الشيء الكبير. بعد كل هذا ألا يحقّ لنا أن نقول: كم أنت رائعة يا تونس؟ كم أنت رائع و جميل يا وطني العزيز؟...