أصاب الأول بزجاجة وطعن الثاني في القلب والثالث في جنبه القصرين - الأسبوعي - القسم القضائي: شهد حي النور بالقصرين خلال إحدى ليالي الأسبوع الفارط «مجزرة» راح ضحيتها تلميذ يدعى سامي وأصيب فيها تلميذان آخران أحدهما يدعى وجدي (19 سنة) والثاني يدعى ياسين (19 سنة) والذي مازال الى حد كتابة هذه الأسطر يصارع الموت بعد أن لحقت به إصابة بليغة في الرأس. فما هي أسباب ودوافع هذه الجريمة والظروف التي حامت حول وقوعها؟ وما هي أطوارها وآخر مستجداتها؟ «الأسبوعي» حملت تساؤلاتها وتحولت الى حي النور بالقصرين والتقت بعائلة الضحية وبالمتضرر وجدي الذي أنقذ من موت محقق وغادر المستشفى بعد تلقيه الاسعافات اللازمة فكانت هذه المعطيات. جولة وسباحة أفادنا وجدي وهو أحد المتضررين في هذه الحادثة أنه اتفق مع سامي (الضحية) وياسين (المتضرر الثاني) وكلهم تلاميذ على التوجه الى الحوض المائي (بيسين) للسباحة رفقة المشبوه فيه (24 سنة) وهو عاطل عن العمل. وأضاف: «عند الوصول نزع الجميع ثيابهم وتركوها بالقرب مني ونزلوا للسباحة وبعد فترة زمنية ألتحقت بهم في الحوض المائي ورحنا نسبح ولكن ياسين خرج حينها لنيل قسط من الراحة وارتدى ملابسه ولكن في غفلة منه سقط الهاتف المحمول للمظنون فيه في الماء فغضب الاخير وراح يكيل الشتائم لياسين وأسمعه عبارات غير أخلاقية ثم التقط حجارة وأصابه بها في رأسه قبل أن يتسلح ببقايا قارورة مهشمة ويصيبه بواسطتها في رأسه أيضا ولاذ بالفرار بعد أن استولى على مبالغ مالية كانت بحوزتنا». نقل الى المستشفى وأضاف محدثنا: تفطنا للحادثة فهرعنا بنقل ياسين الى منزل والديه والدماء تنزف من رأسه ثم نقلناه الى المستشفى حيث احتفظ به» أعلم والدة ضحيته بالجريمة أما والدة القتيل سامي والتي كانت في حالة نفسية للغاية بعد أن فقدت فلذة كبدها الذي كان يزاول دراسته بالسنة الثالثة ثانوي فذكرت أنها كانت تتجاذب أطراف الحديث مع إحدى جاراتها عندما جاء المظنون فيه الى بيتها ويعلمها بأنه سينتقم بواسطة سكين كان يخفيها بين طيات ثيابه من ابنها الذي تحالف مع رفيقيه ضده وذكرت الأم أنها كانت تعتقد أن المشبوه فيه كان يمزح باعتباره من أصدقاء ابنها ولكن..» طعنة قاتلة وأضافت محدثتنا: «قدم في الأثناء ابني سامي وكانت الساعة تشير الى التاسعة مساء وسمع تهديدات القاتل فلم يستسغ عباراته وغضب فما كان من المظنون فيه إلا طعن فلذة كبدي في قلبه والفرار فسارع ابني بالجري خلفه رفقة صديقه وجدي في محاولة للقبض عليه ولكن ابني سقط أرضا بينما تلقى وجدي طعنة في جنبه أسقطته أرضا فسارعنا بنقلهما على جناح السرعة الى المستشفى على متن سيارة أجرة «تاكسي» ولكن ابني توفي بسبب إصابته بنزيف دموي حاد في القلب». القاتل في قبضة الأمن من جانب آخر علمنا أن أعوان فرقة الشرطة العدلية بمنطقة الأمن الوطني بالقصرين تعهدوا بالبحث في هذه الجريمة بمقتضى إنابة عدلية وقد تمكنوا في وقت وجيز من إلقاء القبض على المظنون فيه وحجزوا آلة الجريمة والأبحاث مازالت جارية لكشف النقاب عن الملابسات الكاملة لهذه «المجزرة» التي أحالت تلميذا الى القبر وزجّت بآخرين في الانعاش. صابر المكشر