تتواصل سهرات الدورة السادسة لمهرجان موسيقات فبعد سهرة الافتتاح التي حملت امضاء فرقة الانشاد الصوفي «امجرد» لعيساوية سيدي بوسعيد كان الموعد في سهرتي السبت والاحد مع عرضين متميزين حيث اثث الفلامنكو الاندلسي او الاسباني السهرة الاولى ليوم السبت في حين سجلت الفرقة الوطنية المصرية للفنون الشعبية المصرية حضورها في سهرة الاحد. الانطباع الاول الذي حصل مساء يوم السبت الماضي بالنجمة الزهراء لكل من تابع عرض الفلامنكو لدافيد بينو في الانشاد وغابريال اسبو زيتو في العزف على قيتارة صوتية هي الاضافة التي اتسم بها هذا العرض وحققها هذا الثنائي في فن الفلامنكو وهذا بالتاكيد ليس غريبا على هذا الثنائي خاصة اذا ما علمنا ان كلاهما ينحدر من ربوع الاندلس وهما من بين افضل وابرز الممثلين لموسيقى الفلامنكو المعاصرة ويشترك هذان الموسيقيان في كونهما من مواليد قرطبة وفي نشاتهما في بيئة موسيقية وفي مسيرة اكادمية موسيقية متقدمة تخللها الكثير من التفوق واعقبتها العديد من الجوائز مثلما جاء في تقديمهما ضمن الكتيب الخاص بالمهرجان.
الارغول الة تقاوم الاندثار
أما في سهرة مساء يوم الاحد فقد عاش الجمهور الباحث عن العمق الجمالي والبعد الثقافي والمتطلع الى اكتشاف ما خفي عنه من اسرارعذوبة الالات الموسيقية خاصة تلك التي يجهلها او لا يحمل عن خصوصيتها الكثير مع الة «الارغول» المصرية. وهذا العرض المتميز الذي قدمته الفرقة الوطنية للموسيقى الشعبية المصرية بتشكيلتها المصغرة استطاع ان يقدم وبطريقة جمالية وجبة دسمة تفي بالغرض.ونعني هنا بالتشكيلة المصغرة باعتبار وان هذه الفرقة المصرية تضم حوالي 40 موسيقيا وهي تقدم عروضها في تشكيلات مختلفة تتماشى وطبيعة العرض وقد اختار مركز الموسيقى العربية والمتوسطية هذه التشكيلة لانجاز هذا الحفل بالذات تماشيا مع الخصوصيات الصوتية لقاعة العروض. وبالرغم ما لآلة الارغول من اهمية تاريخية حيث وجدت لها امثلة مرسومة على جدران معابد الاقصر الا انها ظلت غير معروفة لدى عامة السامعين .وهي الة مصنوعة من القصب ومن ذوات الريشة المنفردة من انبوبين اثنين متفاوتي الطول مما يوحي بربطها مباشرة بالة» الديولوس»التي تعود على الاقل الى العصور الاغريقية القديمة. كانت سهرة السبت سهرة مهداة لعشاق الفن الأندلسي أما سهرة الأحد فقد كانت سهرة الاكتشاف ..والتذوق.. والاستمتاع بالجديد الجيد بعيدا عن الانماط المعتادة والمتداولة ...