اكثرمن 57,51 بالمائة من المادة الاعلامية المرصودة في الصحف المكتوبة (الصحف اليومية الناطقة باللغة العربية والفرنسية) هي عبارة عن مقالات رأي ليأتي مباشرة في المرتبة الثانية الاشهار الحزبي بنسبة 23,07 بالمائة. فضلا عن أن 52,37 بالمائة من المساحة الاجمالية للصحف المكتوبة احتلها نشاط الأحزاب والعلاقات بين مختلف الفاعلين السياسيين في حين أن المواضيع التي تهم اجراء الانتخابات احتلت نسبة اجمالية قدرت ب 16,93 بالمائة. كما احتلت المواضيع المرتبطة بالنشاط الحكومي والمؤسسات نسبة 12,33 بالمائة. أرقام قدمتها أمس السيدة سناء بن عاشور(عن منظمة النساء الديمقراطيات) خلال الندوة التي نظمتها جمعية النساء الديمقراطيات والتي قدمت فيها تقريرها الثاني المتعلق "برصد الاعلام وأهميته في مرحلة الانتقال الديمقراطي" في فترة ما بين 1 و25 سبتمبر 2011.
الراديو والتلفزة
وفي نفس السياق احتلت البرامج الحوارية في المحطات الاذاعية المعنية بالرصد (اذاعات العمومية والخاصة) المرتبة الأولى بنسبة 40,89 في حين احتلت نشاطات الاحزاب والعلاقات بين مختلف الفاعلين السياسيين نصيب الاسد (49,42) بالمائة ولعل ما يثيرالانتباه مقارنة بالصحافة المكتوبة هو نقص الاشهارالحزبي والذي قدرت نسبته ب 1,74 بالمائة. اما في ما يتعلق بالمحطات التلفزيونية فقد اتضح ان 59,88 بالمائة من وقت البث الاجمالي خصص نشاطات الاحزاب والعلاقات بين مختلف الفاعلين السياسيين و 10,15للمواضيع التي لها علاقة بكل اجراءات الانتخابات.. من جهة أخرى افضت نتائج الرصد فيما يتعلق بالاشهار الحزبي أن الريادة كانت للاتحاد الوطني الحر حيث احتل مساحة كلية في الصحافة المكتوبة قدرت بنسبة 25,28 بالمائة وهي نسبة اكبر من نسبة الحكومة التي احتلت المرتبة الثانية (19,26 بالمائة). اما الحزب الثاني الذي ياتي في الترتيب فهو الحزب الديمقراطي التقدمي 7,18 بالمائة. في حين احتلت حركة النهضة المرتبة الثالثة(قرابة 6بالمائة). كما احتلت الحكومة المرتبة الاولي من حيث التغطية في الصحافة المكتوبة وذلك بنسبة 25 بالمائة. ويظهر في قراءة لهذه الارقام ان النسبة التي حصل عليها حزب الاتحاد الوطني الحرأكبر من نسبة المساحة التي تحصلت عليها باقي الاحزاب التقدمي الديمقراطي والنهضة والتكتل الديمقراطي من اجل العمل والحريات والمؤتمر من أجل الجمهورية والمستقلون استنادا الى ان المساحة الاجمالية لهؤلاء في الصحافة المكتوبة قدرت ب 20,15 بالمائة.
غياب كلي للمرأة
تجدر الاشارة الى أن نتائج الرصد كشفت عن غياب المواضيع التي تتعلق بالمراة سواء في الصحافة المكتوبة حيث بلغت المساحة المخصصة للمواضيع التي تتعلق بالمراة ب 0.51 بالمائة كما احتلت 0,56 بالمائة من زمن البث في المحطات التلفزيونية و 1,64 بالمائة من زمن البث الاذاعي وقالت سناء ين عاشور في هذا الصدد بان ذلك يعكس غياب اي نقاش عام وفعلي حول دور المراة المركزي في بناء دولة الحق والقانون. من جهة اخرى ولدى تقييمه لابرز خصائص المشهد الاعلامي للواقع السياسي والاعلامي في تونس خلال شهر سبتمبرالفارط اشارالسيد هشام عبد الصمد(باحث) خلال هذا اللقاء الى تواصل مشكل غياب الامن في الحياة اليومية للمواطنين (الاعتداءات, المظاهرات,المشاحنات العروشية) تازما. كما شهدت هذه الفترة نزاعا بين الهيئة المستقلة للانتخابات والاحزاب "الثرية" التي عارضت منع الهيئة للاشهار السياسي بداية من 12 سبتمبر. وخلافا لهذه الضغوط فقد نجح عياض بن عاشور بعد الهزات والارتدادات التي عرفتها الهيئة التي يراسها من ان يجمع 11 حزبا وقعوا على وثيقة "المسار الانتقالي".
غياب الحرفية
يذكر ان نتائج الرصد اكدت على غياب الحرفية والحياد في تغطية الصحف والقنوات الاذاعية والتلفزية لنشاطات الفاعلين السياسيين واستبعاد النساء كفاعلات في الحقل السياسي من حقهن في التغطية الاعلامية فضلا عن غياب صحافة الاستقصاء وصحافة القرب.