أسدل الستار عشية السبت بقاعة الاكروبوليوم بقرطاج على الدورة السادسة لمهرجان موسيقات والتي نظمها مركز الموسيقى العربية والمتوسطية ومؤسسة «سكوب للتنظيم « ومساندهما الرسمي «اتصالات تونس»...رحلة سندبادية عبر موسيقات متنوعة.. وثقافات مختلفة.. ورحلات موسيقية حلقت عاليا وبعيدا على مدى تسعة ايام.. فمكنت جمهورها المتعطش لحب الاطلاع والاكتشاف من الاستمتاع باجراس صوتية اقبلت من أقاصي العالم... سهرة الاختتام حملت امضاء ابراهيم فيرار الابن والفرقة الكوبية اللاتينية
وانطلقت في حدود الساعة التاسعة مساء.. وبعد ان امتلأت قاعة الأكروبوليوم بقرطاج بالجماهيرالغفيرة.. جنسيات مختلفة من الفرنسيين وخصوصا الايطاليين الذين غصت بهم القاعة... أطل على الركح منشط الحفل ليعلن نهاية المهرجان ويقدم محتوى هذه السهرة الختامية.. ولتنطلق مباشرة الفرقة الكوبية اللاتينية في العزف... ومثل النجوم الكبار كان لحضورالنجم ابراهيم فيرارالابن بريقا خاصا.. دون مقدمات بدأ الغناء بايقاع افريقي كوبي شعبي يطغى عليه الطابع الروحي الحميم... ليعطي حرارة ويبعث بالدفء في كامل أرجاء القاعة بعيدا عن برودة الجو ورذاذ المطر في الخارج.. وظهر هذا التفاعل التلقائي عندما انتهى النجم ابراهيم فيرارالابن من وصلته الغنائية الأولى وتوقف لحظات حيى فيها الجمهور ورحب بمعجبيه وتمنى أن ينال ما يقدمه الاعجاب والرضاء... ومن جديد يعود الى غنائه في حين لم يتوقف جمهوره عن التصفيق داخل القاعة والتفاعل بالرقص والاقبال منقطع النظير حتى خارج القاعة...
مسيرة زاخرة لفنان أصيل
ولعل مرد هذا الاقبال يعود الى مسيرة هذا الفنان الزاخرة حيث أنه كان قد ورث عن ابراهيم فيرار الأب الفن وجمال الصوت.. هذا الكوبي الذي طبقت شهرته الافاق خاصة بعد مشاركته في انجاز الشريط السينمائي الطويل الذي تضمن الحديث عن مغامرة لأشهر نوادي الموسيقى في هافانا عاصمة كوبا في الأربعينات. وقد شارك ابراهيم الابن في تسجيل البعض من اسطوانات أبيه وأبرزها القرص الحامل لعنوان «ابراهيم فيرار» والذي توج بجائزة «غرامي» الموسيقية الشهيرة كما غنى وعزف مع أشهر الفرق الكوبية ذات الصيت العالمي وقد أنشا ابراهيم فيرارالابن فرقته الخاصة «لاتن كيوبن غروب» وقدم معها عروضا ناجحة في أضخم المسارح والمهرجانات بأمريكا الجنوبية... وتوج بالعديد من الجوائز لعل اخرها جائزة «قاردال» بامتياز. سهرة الاختتام كانت اذن سهرة التتويج والتفاعل الجماهيري... امتزج فيها الجمال بالأصالة وحضر فيها الايقاع بلمسات سحرية دافئة.. وكانت عبارة عن كوكتال جميل ومقتطفات رائعة لسهرات ستظل منحوتة بذاكرة عشاق الجمال والابداع... والباحثين التواقين لاكتشاف مكامن التميز والخصوصية لدى الاخرين.. محطات عديدة توقف عندها هؤلاء من عيساوية سيدي بوسعيد..الى الفلامنكو الاندلسي مرورا بالة الارغول والموسيقى الصوفية شمال شرق الهند الى الموسيقى التركية القديمة فموسيقى أوروبا الشرقية والمجموعة النمساوية الى الموسيقى التركية الفارسية الى موسيقى الماندانغ بالكوت ديفوار لتختم بابراهيم فيرارالابن والموسيقى اللاتينية.