بقلم: فريد بن بلقاسم بثت التلفزة الوطنية التونسية يوم الجمعة 7-10-2011 خطبة يوم الجمعة من جامع السلام بباردو ، وشدّتني خطبة "الإمام الأولى وقد تناول فيها مفهوم العبودية لله وحده ومقتضياتها ولعلّ أخطر ما تسرّب على لسانه وهو يحاول توضيح هذا المفهوم من وجهة نظره اتهامه من ينكر ما أسماه أحكام الله في الخمر والميراث والزنا بالكفر فهؤلاء غير مسلمين حسب رأيه وخرجوا من الملّة رغم أنّهم لم يعلنوا هذا الخروج ولم يشهروا كفرهم فهم فقط يبدون رأيا يخالف رأيه في هذه المسائل، وطالما لم ينخرطوا في ذلك الرأي وانزاحوا عنه فهم ليسوا ناقصي دين أو عاصين بل هم كافرون. وينطوي هذا الخطاب في رأينا على نفس تحريضي ضدّ أولئك " المخالفين" قد تنجرّ عنه عواقب وخيمة إن تلقّفه بعض السامعين ممّن تتوق أنفسهم إلى معاقبة من تسوّل له نفسه تحدّي ما يعتبرونه الإسلام الصحيح فينظرون إلى هذا الخطاب لا باعتباره خطبة في صلاة يوم الجمعة في الجامع وإنّما فتوى. وقد ينظر إليه آخرون باعتباره دعاية سياسية باعتباره يعضد وإن لم يفصح عن ذلك مباشرة خطاب الأحزاب ذات المرجعية الدينية التي لم يتردّد بعض زعمائها في القول على الهواء مباشرة في برنامج تلفزي على نفس القناة الوطنية " نحن لن نحلّ ما حرّم الله ولن نحرّم ما أحلّ الله " عندما سئل عن مسألة الميراث. وفي الحالتين نحن نرى في مثل هذا الخطاب ازورارا عن وظيفة الجامع باعتباره بيت الله حيث يعبّر المؤمن الصادق عن عبوديته لله وحده متحرّرا من قيود حسابات العالم الدنيوي ومن ذنوب اتهام الناس زورا والتدخّل لإدخالهم في دائرة الإيمان أو إخراجهم منها فحسب المؤمن أن يكون رقيبا على نفسه ومسؤولا عن اختياراته وليترك تقرير مصير الآخرين لمن له الحلّ والعقد في ذلك وهو الله سبحانه وتعالى ، فليس من وظائف إمام الجامع ، في رأينا المتواضع ، تكفير الناس أو إعطائهم صكّ براءة وليترك ذلك لمن جعل يوم القيامة يوما للحساب سبحانه وتعالى.