بحضور نخبة من الحقوقيين ونشطاء المجتمع المدني نظمت جمعية صيانة قبليالمدينة يوما تشاركيا تحت عنوان «من أجل ترسيخ فكرة المواطنة لدى الشباب والمرأة» بالتعاون مع منظمات «كوثر» و»مبادرة الشراكة الأمريكية الشرق أوسطية» و»ميرسي كوربس» في فترة تشهد مشاركة ضعيفة للشباب في العمل السياسي والحضور الباهت للمرأة في الحملة الانتخابية إضافة لضعف حضورها كرئيسة قائمة بالقائمات المترشحة لانتخابات المجلس التاسيسي. انطلق اليوم بمداخلة قدّمها الكاتب سامي الشايب عرّف فيها المواطنة التي ألغتها الأنظمة العربية ووجب إعادة بنائها وتكريسها بعد الثورة التونسية من خلال القوى الحية المركزية خاصة الشباب والمرأة في أطر منظمة من جمعيات مدنية وأحزاب شابة مما يعزز التنظم داخل المجتمع المدني ويبني ديمقراطية من أسفل لأعلى أي ديمقراطية محلية وجمعيات محلية أو عبر التعليم باعتباره مجالا يمارس ويتعلم فيه الطفل والشاب في إطار جمعيات ومنظمات حق المشاركة وإبداء الرأي والمراقبة. وقد اعتبر سامي الشايب تفعيل دور المواطنة الايجابية صمام أمان الثورات فضلا عن إصلاح منظومة القضاء وأهمية الدور الموكول للشباب والمرأة كقوة فاعلة في النهوض بالمجتمعات مستعرضا في هذا الصدد نموذج تجربة بلدان أوروبا الشرقية في الإصلاح الفاشلة منها والناجحة. وقد اهتمّ الحضور (كان حضورا مكثفا) خاصة بأهمية الجمعيات والمنظمات في بناء قيم المواطنة وخلق نخب فاعلة وقادرة بما أن الثورات العربية خلّفت أزمة لدى النخب التي كانت سائدة بتجاوزها كل الايديوليجيات كما بيّنت آمال اليملاحي مديرة معهد كذلك دعا الوليد مرسيط إلى تشكيل اتحاد يضمّ مختلف الجمعيات بالجهة المطالبة بالقيام بأدوارها التوعويّة والتثقيفيّة واقترح تحويل مقر الحزب المنحل لدار لها أما لزهر بن إبراهيم فذكر بضرورة البعد عن تقييم واقع العمل الجمعوي بالجهة فقط من خلال التغني بالأرقام مع نهوض مثقفي الجهة بأدوارهم في تشكل مجتمع مدني يكرس المواطنة في حين دعا ياسر سوف إلى تكثيف مثل هذه اللقاءات وتفتح الجمعيات والمنظمات على محيطها.