حظي موعد انتخابات المجلس الوطني التأسيسي أمس باهتمام جلّ صحف العالم التي حاولت مواكبة ما وصفته باليوم التاريخي الفارق في حياة التونسيين، في بلد كان سباقا في استنشاق نسائم الحرية التي لاحت في الافق العربي. كما اعتبرت صحف العالم أنّ هذا اليوم هو اختبار حقيقي للديمقراطية في تونس، ما من شأنه أن يرتقي بالبلاد الى مستوى أفضل، ويلقي بظلاله على بقية الدول العربية الأخرى التي شهدت أوتشهد ثورات تهدف إلى تغيير النظام. الصحف الفرنسية اهتمت الصحف الفرنسية بشكل واسع بإنتخابات المجلس الوطني التأسيسي، حيث رصدت خاصة ما وصفته بالإقبال الهام للناخبين التونسيين على صناديق الاقتراع. -- صحيفة «لوموند» نشرت على موقعها الالكتروني مقالا يتابع لحظة بلحظة مجريات الأمور في مكاتب الاقتراع التونسية تحت عنوان «تمضي هنا»، ونقل المقال «أجواء الانتخابات المفعمة بالتفاؤل». كما حاولت الصحيفة أن تتوقع النتائج المحتملة للانتخابات، مرجحة فوز حزب النهضة بأكبر عدد من الأصوات. - صحيفة «لوفيغارو» من جهتها أوردت مقالا بعنوان «الإسلاميون الأوفر حظا» توقعت فيه أن تتمخض الانتخابات التونسية على صعود الإسلاميين، وترى أيضا أنّ حزب النهضة هو الأوفر حظا. إقبال هام أما في الصحافة البريطانية فقد شددت صحيفة «سانداي تلغراف» في عددها الصادر أمس على أهمية إقبال الناخبين التونسين على مكاتب الاقتراع، واعتبرت الصحيفة أنّ التونسيين يتختبون لأول مرة بشكل نزيه فيما سمته باليوم الفارق في تاريخ تونس، وأشارت الصحيفة إلى أنّ أوفر الأحزاب حظا، في انتخابات طغى عليها مزاج الابتهاج والاحتفال، هو حزب النهضة. كما تناولت الصحيفة شهادات عدد من الناخبين التونسيين أمام مراكز الاقتراع ومحاولة نقل أجواء الفرحة التي خيمت على الجو العام، وأهمية هذا اليوم بالنسبة إليهم. وفي محاولة لرصد الأوضاع ميدانيا أوردت صحيفة «الغاريدان» على موقعها الالكتروني مقالا بعنوان «الانتخابات التونسية نظرة من الشارع» تحدثت فيه مع الناخبين التونسيين ورصدت تطلعاتهم وتوقعاتهم لمستقبل البلاد، وتفاؤلهم بأن يكون لأصواتهم تأثير هام في تحديد مصير البلاد. أول انتخابات في الربيع العربي أوضحت صحيفة «سانداي تلغراف» في مقال آخر أنّ تونس تملك فرصة تاريخية لأن تكون «سبّاقة وقائدة للتغيير الديمقراطي في دول الربيع العربي». وأشار أدريان بلومفيلد كاتب المقال إلى «أنّ انتخابات المجلس الوطني التأسيسي في تونس تمثّل تطورا هاما في مسار موجة التغيير التي عمت دولا عديدة.» أما صحيفة «إنترناشيونال هيرالد تربيون» الأمريكية، فقد شددت أيضا على أهمية هذه الانتخابات الفاصلة في تاريخ تونس والهامة جدا في مسار الربيع العربي. كما شددت صحيفة «واشنطن بوست» على أنّ البلد الذي أطلق ربيع الثورات العربية هو ذات البلد الذي يشهد أول انتخابات نزيهة، وأنّ مدى نجاح هذه الانتخابات في تكريس الديمقراطية سيكون له انعكاس إيجابي على بقية دول الربيع العربي. أروى الكعلي
موعد «23 أكتوبر» بعدسات أجنبية تابعت القنوات العربية الاخبارية منها خاصة، مجريات عملية الانتخابات للمجلس التأسيسي الذي سيصيغ دستورا للبلاد ويجهز للإنتخابات التشريعية والرئاسية في عملية الانتقال الديمقراطي. حيث تابعت قناة الجزيرة الاخبارية منذ ساعات الصباح الاولى عملية توافد الناخبين الى مكاتب الاقتراع، حيث أشارت الى الاقبال الكثيف وغير المتوقع للمواطنين من أجل الادلاء بأصواتهم. كما أوردت مدى ابتهاج التونسيين بهذا الموعد التاريخي في مسار تونس والذي سيقطع مع ممارسات الماضي من أجل بناء دولة حديثة ترقى الى أرفع المستويات، رغم المخاوف التي طفت على الساحة من عزوف التونسي عن الانتخاب. وأوردت الجزيرة كذلك شهادات حية من بعض الجهات من الجمهورية التونسية حول أراء الناخبين ووجهة نظرهم الاولية عبر مراسليها الذين تواجدوا على عين المكان. العربية اهتمت قناة العربية الاخبارية، فيما يخص يوم أمس التاريخي، بمدى إقبال المرأة التونسية على مكاتب الاقتراع من أجل الادلاء بصوتها في العملية الانتخابية والمشاركة في رسم مسار الانتقال الديمقراطي. حيث سجلت المرأة حضورا مكثفا في جل مكاتب الاقتراع للمشاركة في العملية السياسية مثلها مثل الرجل. كما أوردت قناة «العربية» مباشرة شهادات حية من بعض الناخبات على عين المكان من خلال مراسليها المتواجدين بكثافة لتغطية هذا الحدث. العوني