يكتبه كمال بن يونس التصريحات التي صدرت عن جل زعامات الاطراف السياسية الفائزة في الانتخابات مشجعة لعدة أسباب أبرزها تأكيدها على حاجة تونس إلى كل كفاءاتها.. والى كل النخب الوطنية سواء كانت من بين " أحزاب الاغلبية " الجديدة (النهضة والمؤتمر والتكتل) أو من بين الاطراف التي لم تفز في الانتخابات وأكد اقتراع الاحد الماضي ضعف شعبيتها.. ولا شك أن في البلد عشرات الاف الخبرات المستقلة التي يمكن للحكومة الجديدة أن تستفيد منها.. سواء تزعم هذه الحكومة الامين العام لحزب النهضة حمادي الجبالي أوغيره.. وسواء كان بين أعضائها المنصف المرزوقي ومصطفى بن جعفر أوغيرهما من قيادات حزبيهما مثل المناضلين خليل زاوية ومحمد عبو وسمير بن عمر وسليم بن حميدان وعبد الوهاب معطر وعبد الروؤف العيادي وبقية الفائزين في الانتخابات.. وبينهم شخصيات لعبت دورا كبيرا خلال العقدين الماضيين في مرحلة "الوقوف على الجمر" والنضالات من أجل الحريات والدفاع عن السجناء السياسيين وضحايا القمع والتعذيب.. ورغم الاختلافات السياسية الكثيرة بين زعامات الاحزاب الثلاثة الفائزة بالاغلبية كشفت تصريحات الامين العام لحزب النهضة حمادي الجبالي أمس لوكالة تونس افريقيا للانباء أن حزبه سيحرص على الوفاق " وعلى احترام غير المحجبات والتمسك بالصبغة الاستراتيجية للسياحة.. وعلى أن يكون المنصف المرزوقي ومصطفى بن جعفر وشخصيات اخرى من بينها الباجي قائد السبسي ضمن أبرز المرشحين لمنصب الرئاسة.. هذا التمشي الوفاقي مهم جدا.. وقد أكدته الندوة الصحفية التي عقدها أمس الدكتور المنصف المرزوقي ورفاقه في حزب " المؤتمرمن اجل الجمهورية ".. مثلما تمسكت به تصريحات قيادات حزب التكتل وزعيمه بن جعفر.. اذا نجح هذا المسار واحترمت كل الاحزاب الفائزة باحترام " الخطوط الحمراء " وبينها الصبغة المدنية للدولة وسيادة الشعب وحقوق الانسان ومكاسب المرأة والاسرة في مجلة الاحوال الشخصية.. ستكون تونس فعلا نموذجا رائعا جديدا لبقية الشعوب والمجتمعات العربية والاسلامية..