يتواصل معرض الفنان التشكيلي ناصر اللواتي في دار الثقافة ابن خلدون بالعاصمة الذي وقع تدشينه يوم 18 اكتوبر الجاري إلى غاية 30 من نفس الشهر. معرض يغوص في العديد من القضايا الهامة المتعلقة بالمشاكل الاجتماعية والسياسية في تونس، فضلا عن قضية المصير العربي عامة وما يشهده من تناقضات وتجاذبات. والشيء الملفت للإنتباه في اللوحات الإحدى عشرة التي عرضت والتي تضمنت أغلب الاختصاصات من فن تجريدي وتكعيبي وسريالي وغيرها أنها اعتمدت تقنية ثلاثية الأبعاد لتزيد الأعمال عمقا ودلالات وايحاءات تعكس تصورات الرسام وآرائه في بعض المسائل الشائكة.. يتكون المعرض من خمس لوحات اهتمت بالجانب السياسي في تونس في أبعاده المختلفة ناهيك أن البلاد تشهد نقلة ديمقراطية وتحولات متنوعة على جميع المستويات. ولعله من بين اللوحات التي تحمل دلالة خاصة على سبيل المثال لوحة فنية تحمل عنوان «تركيبة متحولة» composition transformée. تشد الزائر كذلك لوحة «الحرقة « التي تتناول موضوع الهجرة غير الشرعية وما يتعرض له الشباب من مخاطر عديدة سواء في البحار او بلاد المهجر..وقد بين صاحب المعرض بخصوص هذه المسألة أنه من غير المعقول أن يضحي الشباب التونسي بأرواحهم والحال أن الوضع في بلدان المهجر غالبا ما يكون أكثر قساوة. مع العلم أن الفنان ناصر اللواتي عاين عن كثب في العديد من البلدان الاوروبية حالات شباب من أجناس عربية مختلفة تدعو الى الشفقة والتعاطف معهم.. لوحة اخرى تحمل عنوان «معتقدات» تستوقف الزائر فهي تحمل عنوانا يحيل على المعتقدات والطقوس المختلفة المتبنية مفاهيم خاطئة لتدخل في خانة الأمور المسلم بها و تصبح جزءا من التقاليد والأعراف التي ساهمت بشكل كبير في انتشار الأمية والتخلف الحضاري.. هكذا تجاوز المعرض كل ما هو متداول في المعارض السابقة لا سيما ان الرسام اعتمد تقنيات جديدة كما أنه استطاع أن يستوقف زوار المعرض من خلال مضمون اللوحات.