يمثل العمل الفني بمختلف اجناسه واقعا تاريخيا ينقل بما هو ادبي الوضعية التي يعيشها المبدع في صراعه مع ذاته او مع مجتمعه... ويعبرعنها بشكل فني فيتولد الابداع وتتحقق الاضافة... وسعاد الشهيبي فنانة تشكيلية مخضرمة... منذ بدايتها الفنية لم تحدد لنفسها خطا واضحا ولم تنتم الى مدرسة فنية معينة... فمن المدرسة التكعيبية الى المدرسة السريالي واخيرا الى المدرسة التجريدية... ومن خلالها انطلق معرضها الاخير بدار الثقافة ابن رشيق حاملا لعنوان «الحب والثورة»... وحول كل ذلك التقتها «الصباح» فكان هذا الحوار: كيف كانت الانطلاقة هل ذهبت الى عالم الفن التشكيلي ام انه هو الذي جاءك؟
منذ الصغر احسست ان بداخلي مشاعر مضطربة وايحاءات مختلفة.. في البداية لم افهم كنهها فمارست الكتابة الادبية وترددت على نادي القصة حيث التقيت هناك وانبهرت بوجود ثلة من نجوم الادب على غرار الاديب الراحل محمد العروسي المطوي ونافلة ذهب وغيرهم.. ومع ذلك لم استطع التخلي عن الرسم فكنت الجا الى كراسة رسم وعلى صفحاتها كنت ارسم بعض المشاهد.. وبالاخص صورة الفيل ربما لضخامة حجمه اولقوة صموده... وتطورت التجربة بعد ذلك فالتحقت بالمركز الثقافي الايطالي حيث تلقيت تكوينا في الفنون التشكيلية دام 7سنوات وهناك اكتشفت المدارس الفنية التي زادت من اعجابي بهذا العالم. وقد ترجمت ذلك في الاعمال التي رشحت وفي اكثر من مرة في معرض الاعمال المتميزة التي كان يقيمها المركز سنويا.
ثورة الحب والكرامة كيف ولماذا؟
اذا لم يكن العمل الابداعي مستوحى من القضايا الانسانية ومن هموم المجتمع فهو لا يدخل في خانة الفن والاضافة والخلق. لذلك عندما الجا الى المدرسة التجريدية لاجسم المنعرج السياسي الذي تعيشه بلادنا في هذه الفترة... فهذا ليس بالجديد بالنسبة لي ولقد ساهمت بما اوتيت من جهد وحماس بالتعبيرعن مواقفي في العديد من المناسبات وتعرضت اعمالي للمنع من قبل اتحاد الفنانين التشكيليين بسبب ارائي ومواقفي من تلك الاحداث وهذا لم يرق للبعض بطبيعة الحال... اذن ليس بالجديد عندما احتفي بالثورة وعلى طريقتي الخاصة ليكون معرض ثورة الحب والكرامة عنوانا بارزا لانتصارارادة الشعب.
وبماذا تفسرين غياب المثقفين والفنانين عن واجهة احداث الثورة ؟
عندما احتفي كفنانة بما تحقق في تونس خلال العشر اشهر الاخيرة اكون لسان حال كل من كان يعاني من الكبت السياسي والحرمان الاجتماعي ومختلف التراكمات التي خلفها النظام الديكتاتوري السابق... وهي فرصة اتيحت لي لاعبر من خلالها عن المعاناة وعن القهر وايضا عن انتصار الشعب. ولقد كان لي ايضا فرصة للتحدي وتكريم الشارع التونسي الذي تجلى يوم 14جانفي الماضي وقد انخرطت في هذه الاحداث يوم15جانفي وقمت بعرض 4لوحات في قلب العاصمة امام المسرح البلدي ونفس تلك اللوحات عرضت في اعتصام القصبة2.
لاحظنا كذلك انك قمت باهداء المعرض للاعلامي الراحل محمد الهادف؟
اثناء فترة اعداد هذا المعرض علمت بوفاة هذا الاعلامي الكبير والفنان الاصيل فكانت بالنسبة لي الصدمة فقررت عدم تاطير لوحاتي واهديته لوحة خاصة تحمل عنوان»حب الوطن».