سيدة العازفاتّ أعطونا فرصتنا .. نملأ مسرح قرطاج التقيناها في مقر قيادتها الفنية الأنثوية بالعاصمة التونسية فرحبت بنا و تجاذبنا معها أطراف الحديث عن مسيرتها الفنية و فرقتها و مشاريعها و انتقاداتها للمشهد الثقافي الموسيقي...فعبرت أمينة الصرارفي و أفاضت بالإجابة هي سيدة تحب الموسيقى حب البساتين للمطر, و علمتها الدنيا عزف أناشيد الحياة منذ الصغر, و جعلتها المحن سيدة أعمال مناضلة من أجل أهدافها.نحن في ضيافة سيدة العازفات التونسية و أستاذة الموسيقى أمينة الصرارفى التي حاورناها بمعهدها معهد قدور الصرارفى للموسيقى و الرقص لنستجلي أخبارها و لتقيم لنا مسيرتها الفنية أوتار - أمينة الصرارفي عمر فني تجاوز ثلاثين سنة, فما هي أبرز الانجازات التي حققتها أمينة خلال هذه العقود الثلاثة ؟ أمينة- هناك مسألتان مهمتان تحققتا خلال هذا المشوار الفني, أولا إحداث معهد قدور الصرارفي للموسيقى و الرقص و هو أمر مهم جدا بالنسبة إلي باعتبار أن تكويني الموسقي أكاديمي و المعهد جعلاني أقوم بدوري كمؤطرة و أستاذة موسيقى و تطويع معارفي الموسيقية لتنشئة أجيال من المولعين بالموسيقى و العزف أما المسألة الثانية المهمة في حياتي الفنية هي صقل الموهبة و الشخصية الفنية لأمينة الصرارفي و و يمكن أن نحصر هذه المسألة في الفترة الزمنية ما بين 1980 و 1990. في هذه الفترة لعبت مؤسسة الإذاعة والتلفزة التونسية دورا مهما باعتبارها علمتني التعامل مع الوسط الفني و التواصل مع الناس عبر الإعلام و مكنتني من انتاج برنامج إذاعي محبب إلى قلبي يعنى بالموسيقي الموجهة للأطفال عبر موجات الإذاعة الدولية و مهدت هذه التجربة الفنية الإعلامية الطريق لخلق إنجاز مهم على الساحة الفنية التونسية و هو إحداث أول فرقة موسيقية نسائية تونسية و عربية و يمكنني أن أدعي حتى عالمية.. أوتار - حتى عالمية ؟ أمينة: أجل ففرقة العازفات ذاع صيتها من خلال مشاركاتها في عديد التظاهرات العربية و الدولية و فرضت طابعها الفني و الفلكلوري مما جعل تجربتها مثالا يحتذي مثل ما حدث في مصر بإنشاء أول فرقة نسائية هناك, كما جعلت عدة فنانين عالميين مثل جونى هاليداي يلجؤون إلى تدعيم فرقهم بوجود العنصر النسائي و أصبحنا نرى في عدة كليبات عربية الحضور الأنثوي يساهم بلمساته الفنية في إخراج العمل الفني ككل أوتار- لكن لو تقدمي لنا كيف جاءتك فكرة العازفات؟ أمينة : أنا في الأصل عضو في الفرقة السيمفونية التونسية منذ العام 1982 و لفت انتباهي الحضور المحتشم للعنصر النسائي في الكورال من ناحية و من ناحية أخرى خامرتني فكرة خلق صوت كورالي بنبرة معينة هي نبرة موسيقية نسائية بحتة و وجدت في مهرجان المدينة خير سند لتجسيد هذا المشروع المتمثل في فرقة العازفات اللائي من خلالهن جسدت رغبتي في الجمع بين الغناء و العزف على الكمنجة و القيادة أوتار - هل أنشأت هذه الفرقة لمجرد أنها نسائية أم أنك أدرت تقديم إضافة فنية؟ أمينة : في الحقيقة ليس الهدف هو خلق فرقة نسائية في حد ذاتها بل أردت أن أضيف اجتهادات و جمل موسيقية جميلة من خلال العازفات و إعطاء الفرقة هوية فنية و كانت البداية من تراثنا الموسيقي الثري و محاولة خلق تجانس بين ماهو تراثي و عصري شكلا و مضمونا والبداية حسب رأيي لا بد أن تكون من التراث و هنا برز مخزون امينة الموسيقي و من الإضافات التي أردت إحداثها هي ابراز الة البيانو في فرقتي الموسيقية أوتار - لكن هل يكفي الاعتماد أين الإنتاج الخاص للفرقة لحنا و كلمات؟ أمينة : هذا الموضوع يؤرقني و دائما أحاول الاشتغال عليه و لكن لا بد من توضيح بعض المسائل فكرة ايجاد بصمة لامينة قد تجسدت من خلال العزف و قيادة فرقة موسيقية تعبر عن لون ذي طابع فني مخالف للسائد حسب اعتقادي و لكن التلحين ليس من اختصاصي صراحة و أنا أومن بضرورة احترام مبدأ التخصص في مجال الموسيقي و أن يعمل كل موسيقي في اختصاصه بعيدا عن التطفل و التدخل فيما لا يعنيه, و في هذا السياق فقد فقدت الفرقة مؤخرا عنصرا هاما في تركيبتها الفنية بوفاة المرحوم زوجي و الملحن فيصل القروي، المستشار الفني للفرقة والملحن، و قد ساعدني كثيرا من خلال كتاباته ورؤيته الجديدة للموسيقى، وعمل جاهدا في تحديث الموسيقى الكلاسيكية العربية، وخلق نمط خاص بفرقة العازفات و قد أتعبه البحث عن نقلة من التراث الى الخلق و قد ارتأى في النهاية التدرج بالأغاني التراثية من خلال إدخال جمل موسيقية عصرية من روحه . أوتار - لم نلاحظ عروضا موسيقية و حفلات فنية كبر خلال الآونة الأخيرة؟ أمينة : الفرقة جاهزة لأي لاحدث فني أو إحياء لأي مهرجان أو ما شابهه و لكن ألقي اللوم على سلطة الإشراف التي تغاضت عن دعمنا و تشجيعنا في الآونة الأخيرة و لم تراهن على العازفات في الموسم الثقافي الصيفي و أنا أقول لهم : ما تقومون به لا يليق بالمشهد الثقافي التونسي و المبدع التونسي عموما و أؤكد لهم بأن العازفات لها جمهورها و قادرة على إنجاح حفلاتها في كل التظاهرات و على أكبر المسارح كمهرجان قرطاج و لكن ليتجاوزوا نظرتهم الضيقة و يعطوا الفرصة للجميع بالتشجيع المادي و المعنوي أوتار- في الختام هل أنت راضية بهذا الحوار في مجلة أوتار الإلكترونية؟ أمينة: الإعلام هو الإعلام الكترونيا كان أو غيره و سأحكم على هذا الحوار عند قراءته في صيغته النهائية..و أتمني التوفيق لأوتار حتى تتناغم مع كل الأفكار و القوى المبدعة في أنحاء العالم العربي.. و شكرا حاورها : عماد بربورة كما التقينا بعض أعضاء الفرقة و طرحنا السؤال التالي كيف ترين فرقة العازفات كفرقة موسيقية نسائية بحتة فكانت الإجابة على النحو التالي آية بنور = عازفة عود: بالنسبة لي فرقة العازفات هي توليفة موسيقية و إنسانية خلقت عشرة بين أفرادها و كانت فضاء تعلمت فيه الموسيقى ومعاني الحياة بمفهومها الواسع و كل فرد يشعر أن على عاتقه رسالة ما يجب عليه أن يؤديها. هي أسلوب حياة و تمثل لي عائلتي الثانية التي أرتاح فيها. ولاء الوسلاتي= عازفة عود مع الغناء: العازفات هي مجموعة من الكفاءات و الطاقات الشبابية المغرمة بالموسيقي على اختلاف اختصاصاتهن و قد أردن إثبات وجود العنصر النسائي بقوة في مجال العزف الموسيقي. و بالممارسة و السنوات اكتسبت الفرقة خبرة فنية محترمة أضفت على المشهد الموسيقي قيمة جمالية كبيرة و هوية فنية يشهد بها الجميع Dim lights Download Embed Embed this video on your site