سجلت خلال إحدى الليالي الفارطة حالة اعتداء على موظفين أثناء أدائهما لواجبهما بقسم الاستعجالي بالمستشفى الجهوي بباجة تسببت في إصابة الممرضة ابتسام الهذلي بكسر في الذراع وراحة ب 21 يوما والممرض طارق الهويملي بكسر في الساق وراحة طبية ب 30 يوما. وتتمثل صورة الحادثة حسب ما افادنا به لطفي الصمادحي الناظر رئيس الحصة الصباحية بالقسم بأنه وفي حدود الساعة 11 و15 دقيقة صباحا تم استقبال شاب من مواليد 1994 بمنطقة سيدي اسماعيل من باجة الجنوبية اصطدمت دراجته بمؤخرة إحدى السيارات وبعد إجراء الفحوصات والأشعة اللازمة تبين انه يشكو من كسر في ساقه اليسرى مع جرح خفيف تم رتقه بغرزة واحدة وقرر الطبيب المناوب الاحتفاظ به بالقسم إلى غاية تحسن حالته الصحية واستكمال الإجراءات القانونية، وقبل ان يلتحق بغرفة التنويم حضر والده وطلب تحويل ابنه إلى مصحة خاصة وعند مطالبته بدفع معلوم الفحص والتسجيل المقدر ب 85 دينارا استشاط غضبا وبعد طول حديث دفع المبلغ وطالب بإحضار طبيب مختص في الحين لإعادة فحص ابنه فدعي الطبيب فعلا وأكد له أن المصاب لا يمكنه بأية حال من الأحوال ان يخضع لعملية استعجالية لعدم خطورة الحالة لكن الرجل لم يقتنع وفي الأثناء توافد أهل المصاب على قسم الاستعجالي إلى أن بلغ عددهم 13 نفرا وتعالت الأصوات وكثرت الجلبة واختلط الكلام بالكلام حتى بدا منه ما كان نابيا وملأ الأسماع عندها حاولت إحدى الممرضات الاستنجاد بالأمن عن طريق الهاتف فجرها أحد الحاضرين من شعرها وأسقطها أرضا متسببا في قطع قرطها الذهبي وجرح رقبتها وكسر ذراعها وتشابكت الأيادي، هذا يريد ان يفرق والآخر يريد أن ينتصر لصاحبه ونجم عن ذلك إصابة الممرض طارق الهويملي بكسر في ساقه وعاش الأعوان والمرضى حالة من الهلع والرعب". يقول محدثنا أنه لم يعشها منذ 29 سنة بالمستشفى لا أثناء الحصص الليلية ولا أثناء الحصص النهارية رغم تكرر مشاهد الخرق والتجاوز وخصوصا منذ قيام الثورة وأضاف أن الأمن حضر على عين المكان وطوق المسألة. إلى ذلك علمنا أن محضرا فتح في الغرض للتحري وتحديد المسؤوليات لكن يبقى تركيز نقطة أمنية دائمة بقسم الاستعجالي ضرورة ملحة خصوصا في ساعات الليل حين يختلط الحابل بالنابل ويخرج زوار الليل تحكمهم طقوس استثنائية ومنطقا لا يشبه أي منطق سوى ما يقررونه في لحظات اللاوعي المطبقة في أغلب الأحوال.