تونس - الصباح: شهدت جهة سبالة بن عمار في الواحدة الا ربعا من يوم أمس فاجعة مرورية أحدثت الهلع لدى ركاب الحافلة 44 من النوع المزدوج «زينة وعزيزة» المتجهة نحو جهة قلعة الاندلس بالطريق الوطنية عدد 8 بتونسبنزرت حيث ببلوغ مدخل الجهة وبالقرب من نقطة بيع للوقود وأثناء سيرها العادي فوجئ بها الركاب تتمايل فعم الذّعر في نفوسهم وبدأ الخوف يسيطر عليهم وكثر الصياح. وحسب شهود عيان ذكروا لنا أن السائق تمالك نفسه وحاول السيطرة على الحافلة لكنها اصطدمت بشجرة ثم انقلبت مؤخرتها واصطدمت بسيارتين قادمتين من الاتجاه المعاكس بسيارة «ايسيزو» وسيارة من نوع «بوجو 205» توفي سائقها على عين المكان وهو طبيب كان في طريق عودته الى المنزل. ركاب الحافلة وعددهم 41 تراوحت أعمارهم بين 5 سنوات و85 سنة لم تسجل ضمنهم حالة وفاة وكان المشهد اثر توقف الحافلة مؤثّرا حيث تعرّض عدد من الركاب إلى جروح وكسور وفور الاعلان عن الحادث سارعت سيارات الاسعاف من عديد المستشفيات وسيارات الحماية المدنية ولشركة نقل تونس الى مكان الحادث وتم نقل المصابين وعددهم 33، الى المؤسسات العلاجية القريبة فيما تمت معاينة جثة الهالك من قبل ممثل النيابة العمومية وأذن بنقلها الى قسم الطب الشرعي. وتكثف نقل المصابين على جناح السرعة لتلقي الاسعافات. وقد استأثر القسم الاستعجالي بمستشفى محمود الماطري بأريانة باستقبال العدد الأكبر وهو 24 مصابا منهم حالتان خطيرتان تم اسعاف 16 منهم على عين المكان وغادروا المستشفى قبل الثالثة بعد الزوال فيما نقل البقية وعددهم ثمانية بعد تلقيهم للاسعافات الأولية الى أقسام الاختصاص بالمستشفيات الجامعية بالعاصمة حيث نقل ثلاثة منهم (شابان 21 سنة و26 سنة) وشيخ (86 سنة) الى مستشفى شارل نيكول وكهل (36 سنة) الى قسم جراحة الاعصاب بمستشفى الرابطة وفتاة (عمرها 23 سنة) الى مستشفى القصاب وطفلة (عمرها خمسة أعوام) الى مستشفى الاطفال بباب سعدون وشاب وسائق الحافلة الى مستشفى المنجي سليم بالمرسى وعلمنا في وقت لاحق أن سائق الحافلة نقل في مرحلة ثانية الى مستشفى آخر بالعاصمة. واحتضن مستشفى منجي سليم بالمرسى 9 حالات أخرى تم التدخل لاسعافها ورجع جميعهم الى منازلهم قبل الرابعة مساء. واحتفظ بواحد منهم فقط بغرفة الانعاش نتيجة الاصابات التي لحقته. وقد شهد الحادث تعاطف الجميع وحضر مكان الحادث وفي بعض المؤسسات الصحية عدد من الإطارات الوطنية والجهوية وإطارات الشركة وطمأنوا المصابين وعائلاتهم وقد تحول السيد رفيق الحاج قاسم وزير الداخلية والتنمية المحلية على عين المكان حيث عاين عمليات اسعاف المصابين وتعرف على ظروف وأسباب وقوع الحادث وإثر زيارتنا لمكان الحادث والوقوف على ما خلفته هذه الفاجعة من خسائر مادية وبشرية. «الصباح» تحولت إلى مستشفى محمود الماطري الذي وجدنا ساحته مكتظة بالحضور والسيارات ويشهد حركية نقل المصابين وقد ساهم الإطار الطبي والامني في تهدئة الجميع وطمأنتهم وقد عاينا تعدد الإطار الطبي والشبه الطبي داخل غرف الاستعجالي الثلاث وتدخلاتهم لما تعرض إليه المصابون من جروح وخدوش بالاطراف والظهر والتي كانت أغلبها سطحية إضافة التدخلات بالاسعافات الاولية التي قدمت لبعض المصابين الذين تم توجيههم إلى أقسام الاختصاص كما شملت التدخلات جوانب نفسية لنزع الارتباك والفزع لدى بعض من نقل إلى المستشفى. وبالتقائنا بالدكتور عبد الرؤوف المقراني طبيب بقسم الاستعجالي محمود الماطري بأريانة والذي وجدنا إلى جانبه الدكتورتان سنية عيسى وبثينة عمار ذكر لنا بأن المستشفى تلقى إشعارا قبل الواحدة بعد الزوال بوقوع الحادث وطلب منا الاستعداد لقبول عدد كبير من المصابين وارسال سيارات الاسعاف لتعزيز التدخل بمكان الحادث بسبالة بن عمار فتم تفعيل لجنة الكوارث وتم تعزيز الفريق بثلاثة أطباء من الطب الاستعجالي بطاقمهم الطبي والشبه الطبي ودعوة كامل الإطار الطبي والشبه الطبي الموجود بالمؤسسة وحضر 7 أطباء و10 ممرضين كما تم تخصيص سيارتي إسعاف لنقل المصابين أما السيد الهادي اليوسفي ناظر المستشفى فقد ذكر لنا أنه فور اشعارنا بالحادث حل بالمستشفى 8 مصابين إلى أن بلغ العدد الجملي 24 وقد تم تقديم الاسعافات اللازمة ثم ذكر بأن الاطار بالمستشفى كسب تقنيات اتصال لاحتضان مثل هذه الكوارث وقد سبق أن احتضن المستشفى كارثة سقوط الطائرة المصرية بجبل النحلي وكارثة حادث حافلة نقل منزل بورقيبة بطريق النحلي والتي كانت تقل 51 راكبا واليوم الحالة الثالثة. وختم اللقاء نور الدين المؤدب ممرض بالمستشفى وذكر أن السيطرة على إسعاف المصابين كانت محكمة لكثرة المتدخلين والحضور المتكامل إضافة إلى غياب الاصابات الخطيرة ولاحظ بأن شغور المستشفى من المرضى كان سببا في احتضان الجميع في أحسن الظروف حيث كان بالمستشفى مريض واحد. أبو خالد
بلاغ لشركة «نقل تونس» اتصلنا من شركة «نقل تونس» بالبلاغ التالي: «تأسف شركة النقل بتونس لحصول حادث مرور اليوم (امس) الاربعاء 21 ماي 2008 في الساعة 12 و40دق لحافلة الخط 44 في مستوى مدخل سبالة بن عمار وذلك اثر انحياز الحافلة الى اليمين واصطدامها بسيارة وشاحنة خفيفة مما ادى الى وفاة سائق السيارة وجرح 33 من ركاب الحافلة والشاحنة الخفيفة منهم 20 غادروا المستشفيات الى حدود الساعة الرابعة بعد الزوال. وقد تولى اعوان الحرس الوطني بالتعاون مع اعوان الحماية المدنية تقديم الاسعافات الاولية ونقل الجرحى الى المستشفيات القريبة من المنطقة. كما تم تسخير امكانيات الشركة من سيارات اسعاف والمعدات اللازمة للغرض. واننا نتقدم باحر التعازي وعبارات المواساة الى عائلة الفقيد واصدق عبارات التعاطف مع الجرحى وعائلاتهم، مع العلم بأن المصالح المختصة لحرس المرور تكفلت باتمام اجراءات التحقيق لتحديد اسباب وظروف وقوع الحادث».