تونس الصباح أصبح من اليسير على كل من تتاح له - هذه الأيام - فرصة حضور حفل استقبال رسمي أو تظاهرة سياسية أو احتفالية يحضرها السيد حمادي الجبالي الأمين العام لحزب "النهضة" أن يلاحظ ذلك الكم الوافر من الحظوة والتبجيل التي يحاط بها هذا القيادي "النهضاوي" من قبل الجميع... نعم الجميع بمن فيهم أطراف وجهات كانت الى وقت قريب تناصبه العداء وتتربص به الدوائر لما كان في موقع المعارض والمطارد من قبل نظام المجرم بن علي... هذا "الانقلاب" في التعاطي و "التعامل" مع حمادي الجبالي يعتبره البعض طبيعيا ومبررا على اعتبار أن الرجل هو اليوم مرشح بارز لشغل منصب رئيس الوزراء في أول حكومة ديمقراطية تعددية ستنبثق عن المجلس التأسيسي المنتخب... فضلا عن أنه - في ذاته وكما يقول عنه المقربون منه - شخص حميمي ولين الجانب وذو أخلاق عالية يعرف بفضل ثقافته وتواضعه الجم كيف يجعل الآخرين يجلونه ويحترمونه... على أن البعض الآخر لا يتردد في الذهاب بعيدا وهو يحاول "قراءة" الظاهرة كأن يربطها - مثلا - بالذي يجري في الكواليس - سياسيا وأمنيا - هذه الأيام بخصوص مساعي تشكيل الحكومة أو غيرها من المسائل الجوهرية ذات الصلة بالمصالح الحيوية العليا للوطن والدولة... وهي مسائل لا يمكن لأي طرف سياسي مهما كانت نسبة النجاح التي حققها في الانتخابات أن يتعهدها بمفرده ومن منظور حزبي أو ايديولوجي ضيق... هذا الكلام لا يعني - طبعا - أن السيد حمادي الجبالي المناضل والسجين السياسي في عهد نظام المجرم بن علي لمدة أكثر من عقد ونصف ليس أهلا لأن يبجل وأن يتعامل معه الناس بمنطق "وين نحطك يا طبق الورد" بل هي فقط محاولة للفهم على اعتبار أنه "اذا عرف السبب بطل العجب"...