تعرض هذه الأيام حصريا على قنوات «الأم بي سي» أغنية «بكرا» التي شارك فيها 24 من ألمع نجوم الغناء في العالم العربي من 16 بلدا في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إلى جانب أيكون وشاكيرا وكوينسي جونز وقد شارك فيها من تونس صابر الرباعي ولطيفة العرفاوي وأخرج الفيديو الموسيقي لها مالك العقاد. وقد تابع جمهور قنوات «الأم بي سي» هذه الأغنية الحدث وكاد يحفظها عن ظهر قلب لكثرة ما تم تمريرها، ولما رافق انجازها من مشاكل أدت إلى انسحاب الفنانة اللبنانية ماجدة الرومي منها، بعد ان كتبت كلماتها، وكان المفروض أن تغني فيها مع الملحن كاظم الساهر الذي أعاد توزيعها الموسيقي لأنها بالأساس كانت أغنية للفنان العالمي كوينسي جونز، والتي ذاع صيتها وسبق أن حصلت على جائزة «غرامي»، وانتظرها العرب لكثرة ما تناولتها وسائل الإعلام، ولكثرة الأموال التي رصدت لها، ولعلم الجميع بأن ريعها سيكون لفائدة المشاريع الخيرية: للصندوق العربي للثقافة والفنون، ولصالح برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، ولتمويل برامج تعليمية موجهة للأطفال في مجالات الموسيقى والفنون والثقافة في العالم العربي وخاصة شمال إفريقيا. بدت أغنية «بكرا» عادية بكلمات بسيطة مركبة، بلا روح ولا صور، لا بحث فيها ولا اجتهاد ولعل السبب في ذلك هو التزام التقيد بالفكرة الأصلية للأغنية التي شهدت رواجا ونجاحا في لغتها ونسختها الأصلية، هذا الالتزام منع على ما يبدو التحليق عاليا بالكلمات والصورة، وحدّ من حرية الخيال والابتكار، ولم يبق في «بكرا» إلا الأصوات الجميلة للنجوم العرب والعالميين، الذين أدوها بإتقان، وهل يمكن أن لا يضيف كاظم الساهر لها من روحه ورهافة حسّه، وهل يمكن ان لا تضمن كل تلك الأسماء التي أحبها العرب لحلاوة الأصوات والإحساس العالي وتناسق الحركات، رغم ميل البعض للتكلف أحيانا، والمبالغة في إظهار الاندماج والعواطف الجياشة، وغياب تلقائية تفاعل المتفرج؟ لقد راهن أصحاب المشروع على كل تلك الأسماء تجاريا، وبها سيتمكنون من تسويق «بكرا» ولا بأس في هذا ما دام ريعها سيؤول للأعمال الثقافية والخيرية خاصة، وأننا في حاجة أكيدة اليوم لمن يبث فينا الأمل والتفاؤل والثقة في مستقبل أفضل، وفي قدراتنا على التغيير لما هو أحسن في كل مجالات الحياة حتى وإن كان بكلمات بسيطة مثل: « جاي بكرا نهار جديد، نفرح فيه ويفرح فينا نزرع الأرض مواعيد وحب وأمل وين ما مشينا وبكرا تجمعنا الأيام على الخير وع السلام نبني سوا سوا سوا، من لون الكون بأغانينا ................. مين قال ما نقدر نغير وجه الكون شو أقول لو محينا الظلمة بصباحات اللون آمن على كل المفارق، تضحك لينا الطرقات آمن حتى ما حد دايس دوسة غيمة بهالحياة ................. بكرا نوصل حدّ الشمس، اللي محتاجة الإيمان الحب ونكران النفس، وصداقة كل الأديان من كل عرق ومن كل جنس، صحّ ِ ضميرك يا إنسان بكرا اللمة الحلوة تعود، ونزرع كل الارض ورود».