مثلت الجامعة على الدوام جزء من المشهد السياسي العام للبلاد وأرضية لمختلف الاديولوجيات والتيارات الفكرية، ويعتبرها البعض انعكاسا للقوى السياسية التي تمثل الحكومة والمعارضة على حد السواء. في هذا السياق كان اللقاء الذي جمع أمس بكلية العلوم المنار هيئة أنصار الاتحاد العام التونسي للطلبة (المحسوب على الاسلاميين) والذي اعتبره سليمان شعبان من كلية الحقوق بسوسة فرصة للم شمل انصار الاتحاد الموجودين في الكليات التونسية كما رأى أن التظاهرة: "هي بمثابة اعلان عن رغبة في عودة هذا الهيكل الذي أقصي من الجامعة التونسية بقرار قضائي جائر في جويلية 1991 وطريقة أيضا لتعريف الطلبة الجدد بالاتحاد العام التونسي للطلبة". وأضاف بدوره عثمان كحلاني أن مطلب عودة نشاط الاتحاد العام التونسي للطلبة تم تقديمه منذ 3 أشهر للمحكمة الادارية وصمتها هو عودة واعتراف ضمني بهذا الهيكل القديم الجديد بالجامعة والذي يتواجد حسب ما ذكر في 20 جزء جامعي ومن طلبتها سيأخذ شرعية العودة للنشاط وعن الترشح في المجالس العلمية أكد الطالب كحلاني ل"الصباح" أن هذه السنة أيضا سيكون ترشح الاتحاد التونسي للطلبة مثل العادة في قائمات مستقلة... وذلك في انتظار تحديد ومعرفة وزن "أنصارهم" داخل الجامعة التونسية. وأوضح عثمان الكحلاوي أن الاتحاد العام التونسي للطلبة ليس تمثيلية للطلبة الاسلاميين وهو مفتوح لجميع الطلبة مهما كان توجههم الفكري فالاتحاد نقابة مستقلة بعيدة عن جميع الاديولوجيات السياسية مشيرا أن الهيئات سعت الى الالتقاء مع اتحاد طلبة تونس غير أنهم رفضوا ان ينشطوا ضمن هيكل يمثل الطرفين.
موقف زعتور
من جانبه رأى عزالدين زعتور الأمين العام للاتحاد العام لطلبة تونس أن اجتماع التنسيقيات يعد إعلانا علنيا لعودة الاتحاد العام التونسي للطلبة وهو ليس الظهور الأول لهذا الفصل في الجامعة فبعد ثورة 14 جانفي عادت رابطة قدماء الاتحاد وشهدت الساحة الجامعية عدد من الاجتماعات للاتحاد التونسي للطلبة. كما نفى أي اتصال معهم وذكر أن اتحاد طلبة تونس يجهل من يمثل هذا الهيكل الجديد وهو مفتوح للجميع في اطار الالتزام بمبادئه وحتى الطالب الذي يختلف مع مبادئ الاتحاد تجمعنا به المصلحة العامة. واعترف زعتور أن الاتحاد العام التونسي للطلبة يمثل هيكلا موازيا للاتحاد العام لطلبة تونس داخل الجامعة تختلف أهداف الواحد منهما اختلافا جوهريا عن الآخر ودون شك ستتأثر الجامعة بالجو السياسي العام للبلاد كما أعلن أمين عام الاتحاد العام لطلبة تونس: "أن أي تدخل من الحكومة المنتظرة ومحاولة تغليب طرف دون آخر داخل الجامعة سنواجهه بكل قوانا وسيكون لنا شأن في الحفاظ على تواجدنا.." وأضاف ان الاتحاد سيواصل عمله ضمن برنامجه ( حرية المعتقد إصلاح التعليم دور الطالب في مسألة البحث العلمي...) ومن سيقدم الأفضل للطالب لا شك في أنه سيكسب الأنصار معلنا أن الاتحاد سيتصدى الى جميع محاولات تحويل وجهة الصراع نحو المسائل الدينية وحصر إشكاليات الطلبة في إجبارية الحجاب وبيوت الصلاة والعودة الى حلقة الصراع التي شهدتها الجامعة في التسعينات.