تجاوز عدد الشهداء الوطنيين الفلسطينيين خلال الايام القليلة الماضية في قطاع غزة ال20.. بينهم عدد من موظفي الحراسة الليلية للحدود بين قطاع غزة والاراضي التابعة لاسرائيل كليا.. وعوض وقف العدوان برر رئيس الوزراء الاسرائيلي اولمرت الغارات الاسرائيلية الجديدة واعتبر أن قوات الاحتلال بصدد شن" حرب حقيقية" على المسلحين الفلسطينيين وخاصة من بين نشطاء حركتي حماس والجهاد.. جاءت تصريحات أولمرت وعمليات الاغتيال الاسرائيلية الجديدة للوطنيين الفلسطينيين بعد اقل من شهر عن مؤتمر انابوليس الدولي الذي تعهد فيه رئيس الحكومة الاسرائيلية والرئيس الامريكي بانجاز سلام شامل على اساس دولة فلسطينية وأخرى اسرائيلية قبل موفى عام 2008. وفي الوقت الذي يتطلع فيه انصار السلام في العالم اجمع الى مبادرات تؤكد سعي حكومة اسرائيل نحو "سلام حقيقي" مع الشعب الفلسطيني صدرت تصريحات اولمرت الداعية الى "حرب حقيقية".. فيما يتابع بقية صقور الطبقة السياسية الاسرائيلية بزعامة" اليساري" ايهود باراك و" اليميني" بنيامين ناتنياهو حملات التحريض المحلية والاقليمية والدولية ضد الوطنيين الفلسطينيين وحلفائهم الاقليميين.. مع محاولة توريط الولاياتالمتحدةالامريكية في حرب جديدة في المنطقة تكون ايران مسرحا لها.. بدعوى" تهديد ايران للامن القومي الاسرائيلي والمصالح الاستراتيجية الامريكية".. ان المتضرر الاول من تصعيد اسرائيل حملات اغتيال النشطاء الفلسطينيين ليستا حركتي "حماس" و"الجهاد" بل حركة "فتح" ورئاسة السلطة الفلسطينية بزعامة الرئيس محمود عباس ورفاقه الذين راهنوا ولا يزالون على النضال السياسي العقلاني وعلى انقاذ شعوب المنطقة ومجتمعاتها من مسلسلات الحروب والعنف والقتل والاغتيالات ودوامة الفعل وردود الفعل.. ومن مصلحة واشنطن وحلفائها في الاتحاد الاوروبي والمجموعة الدولية الضغط على اسرائيل حتى تكف عن تقتيل الوطنيين الفلسطينيين وعن فرض سياسة حصار اقتصادي واجتماعي شامل على أكثرمن مليون ونصف فلسطيني في غزة وحوالي 3 ملايين في الضفة الغربية.. واذا لم تتحرك واشنطن وحلفاؤها في الرباعية الدولية وخارجها بسرعة فستكون النتيجة "حربا حقيقية" وليس سلاما حقيقيا.. وهو ما سيزيد من اضرام نيران سيتلظى الجميع بسعيرها..