اقتفاء أثر نجل القذافي على امتداد 3 أيام.. والقبض عليه قبل 10 كلم من حدود النيجر سرية من كتيبة خالد بن الوليد بالزنتان اعتقلت سيف الإسلام قال أحد قادة الثوار الليبيين في الجبل الغربي ل»الصباح» أمس، أن مقاتلين من كتيبة خالد بن الوليد في الزنتان تمكنت الليلة قبل الماضية من القبض على نجل العقيد الليبي المخلوع معمر القذافي، سيف الإسلام. وقال أنيس الجالي وهو أحد ضباط التحقيق بالكتيبة 88 بغريان أمس، في اتصال ب»الصباح» أن سيف الإسلام وقع القبض عليه في منطقة صحراوية حدودية جنوب مدينة سبها، تدعى أوباري. وقال القيادي وهو آمر لجنة التحقيق بالكتيبة 88 بغريان في الجبل الغربي أن سيف الإسلام وقع نقله جوا من أوباري إلى الزنتان. وأشار الجالي في تصريحه ل»الصباح»، أن سيف الإسلام اتجه بعد تحرير مدينة بني وليد إلى الجنوب وتحديدا إلى مدينة سبها حيث اختبأ لمدة معينة، ليتجه فيما بعد نحو منطقة جبال الحساونة جنوب سبها. وقال الضابط الليبي السامي أن سيف الإسلام كان يفكر في التوجه إلى النيجر والالتحاق على ما يبدو بأخيه الساعدي، إلا أنه اعتقل بأوباري في منطقة لا تبعد سوى 10 كليمترات من حدود النيجر. وأضاف أنيس الجالي أن سرية الثوار من مدينة الزنتان استطاعت من اقتفاء أثر القذافي وعملت على الاستطلاع على مكانه منذ 3 أيام من خلال الأهالي المتساكنين في المنطقة، ومنها استطاعوا القبض على نجل القذافي في سيارة مع ثلاثة من أقربائه من قبيلة القذاذفة. تأتي تلك التصريحات في وقت ذكرت مراسلة وكالة «رويترز» ان سيف الاسلام القذافي نقله مقاتلون ليبيون جوا الى بلدة الزنتان أمس، من الصحراء التي اعتقل فيها، حيث قال أمس انه بصحة جيدة بعد اعتقاله مضيفا انه أصيب بجروح في يده اليمنى اثناء غارة جوية لحلف شمال الأطلسي قبل شهر. وردا على سؤال لمراسلة رويترز ماري لوي جوموتشيان على الطائرة التي نقلته الى مدينة الزنتان عما اذا كان يشعر أنه على ما يرام قال «نعم». وسئل سيف الاسلام (39 عاما) الذي تحدث باقتضاب عن ضمادات حول ثلاثة من أصابع يده اليمني فاكتفى بالقول «القوات الجوية.. القوات الجوية» وردا على سؤال ان كان يقصد غارة لحلف الاطلسي فقال «نعم .. قبل شهر». وكان مساعدون لسيف الاسلام قالوا ان موكبه تعرض لغارة جوية شنتها طائرات الحلف أثناء محاولته الفرار من مدينة بني وليد معقل المؤيدين للقذافي قرب طرابلس في 19 أكتوبر وهو اليوم السابق ليوم القبض على والده وقتله في مدينة سرت مسقط رأسه. وبعد تبادل حديث مقتضب مع السجين ذي اللحية الكثة قال صحفيون ليبيون يعملون مع رويترز التقوا سيف الاسلام انهم لا يشكون في انه هو نجل القذافي فعلا رغم انه أحجم مرارا عن تأكيد هويته بشكل قاطع. من جهته قال مكتب المدعي العام بالمحكمة الجنائية الدولية أمس، انه تلقى تأكيدا من وزارة العدل الليبية باعتقال سيف الاسلام. وقالت فلورنس أولارا المتحدثة باسم مكتب المدعي العام «ننسق مع وزارة العدل الليبية لضمان تماشي أي اجراء يتعلق باعتقال سيف الاسلام مع القانون». وكانت المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي أصدرت مذكرة اعتقال بحق سيف الإسلام بتهمة ارتكاب جرائم ضد الانسانية. وكان وزير العدل في الحكومة الليبية المؤقتة محمد العلاقي ومسؤولون آخرون قالوا ان سيف الاسلام القذافي اعتقل في صحراء جنوب ليبيا. وأضافوا أن مقاتلين متمركزين في بلدة الزنتان بالجبل الغربي اعتقلوا سيف الاسلام وعددا من حراسه الشخصيين قرب بلدة أوباري ولم يكن معه أيّ من المسؤولين الكبار الآخرين من النظام الليبي السابق. وقال العلاقي لرويترز «اعتقلنا سيف الاسلام في منطقة أوباري» مضيفا أن سيف الاسلام البالغ من العمر 39 عاما لم يصب. وأذيعت الانباء في الوقت الذي بدأ فيه مقاتلون من الزنتان يحتفلون في طرابلس. من جهته، أبلغ بشير التعيلب رئيس غرفة عمليات الزنتان الصحفيين في العاصمة الليبية أن سيف الاسلام القذافي سيحتجز في الزنتان إلى أن تكون هناك حكومة يمكن تسليمها اياه. ومن المقرر أن تتشكل الحكومة خلال أيام. وقال التعيلب في تصريحات نقلها التلفزيون الليبي «يعلن ثوار الزنتان أنه تم القبض على المدعو سيف الاسلام القذافي ومعه ثلاثة من معاونيه».