عبرأهالي "البراطل" عن غضبهم الشديد من لجنة تقصي الحقائق حول الفساد والرشوة التي أكد رئيسها عبد الفتاح عمرأن لجنته عالجت هذا الملف بشكل أرضى المتضررين في الوقت الذي لم تنته معاناتهم بل إنها تعمقت على أكثر من صعيد على حد تعبيرهم. وكانت الندوة الصحفية التي عقدها الاستاذان مريم الدلاجي واللباسي مناسبة لكشف عديد الحقائق حيث أوضحت الاستاذة الدلاجي أن لجنة تقصي الحقائق قد اخفت الحقائق بشأن جزئيات هذه القضية بل إن رئيسها عبد الفتاح عمرقد غالط الرأي العام بتأكيده على أن التعويض أرضى المتساكنين الذين تضرروا من قرارهدم مساكنهم . وأضافت أن اللجنة لم تأت بالجديد باعتبارأن الحلول التي ذكرها عبد الفتاح عمرطرحت منذ عهد بن علي حيث تسلمت قرارالهدم بتاريخ 24 نوفمبر 2008 لتذكربما تبع ذلك من هرسلة على المتساكنين وتهديد واعتداء بالعنف وممارسات غيرمقبولة من طرف معتمد المنطقة وعديد المسؤولين . ورغم إصدار المحكمة الإدارية لقرارتاجيل تنفيذ الحكم فقد تواصلت عملية الهرسلة بل إنه جاء في الاختبارالثلاثي «لم نعاين أي منزل متداع للسقوط يستوجب الإخلاء». وأشارت الدلاجي الى أنها فوجئت بمحضر - بتاريخ 14 فيفري 2008 - ممضى من طرف زهيرالمظفرورضا قريرة وفتحي الساكروبعض مسؤولي الادارة الذين يتواجدون الى حد الآن . تورط رموز الفساد وأشارت الدلاجي إلى أنها عملت بعد الثورة صحبة الأستاذين نبيل اللباسي وإيمان الطريقي على العمل وفق ثلاث اتجاهات . إولا: السعي الى إلغاء قرارالهدم ؛ ثانيا: محاسبة رموزالفساد الذين كانوا سببا في تشريد العائلات؛ وثالثا : رفع قضية شخصية ضد المعتمد السابق علي الرياحي . وأكدت ان وزارة أملاك الدولة ماطلت المتضررين وهو ابتزازمقصود لدفع العائلات الى القبول بعقود المعاوضة لكن المظلمة الأخرى ان المساكن التي قطنها بعض المتضررين بجهة خيرالدين كانت «مغشوشة» وسرعان ما برزت عيوبها . وأكدت أنها ستكرس جهودها من أجل رفع المظلمة عن المتضررين . ومن جهته شدد الاستاذ اللباسي على ضرورة رفع هذه المظلمة خاصة أن تصريحات رئيس لجنة تقصي الحقائق جانبت الصواب وهو ما يحتم على الأطراف المسؤولة إعادة الحق لأصحابه . المعاناة متواصلة ولم يخف شكري بومنيجل، الكاتب العام لنقابة البراطل ، استياءه من لجنة تقصي الحقائق التي كشفت حقائق لا تمت للواقع بصلة باعتبارأن متساكني «البراطل» مازالوا يعانون الى اليوم من تداعيات المظلمة التي تعرضوا لها؛ بل إن هنالك من توفي إثرإصابته بجلطة من جراء هذه المظلمة؛ وهنالك من أصابه الشلل وأصبح مقعدا . وختم حديثه قائلا: «لاتتصوروا مدى معاناتنا وشعورنا بالظلم؛ والغريب أننا شاركنا في ثورة الكرامة وفرحنا أكثر بنجاحها ولكننا مازلنا نتذوق مرارة المأساة إلى حد الآن ولن نسكت عن حقوقنا إلى حد استعادتها».