يصدر يوم غرة ديسمبر عن دار سيراس للنشر بتونس كتاب جديد للسفير الفرنسي السابق ببلادنا « إيف أوبان دي لاميسيزيار « الذي شغل منصب سفيرا لبلاده في تونس من سنة 2002 إلى سنة 2005 بعنوان « سنواتي مع بن علي « يقدم الكاتب من خلاله فكرة عما أسماه بمناخ نهاية حكم الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي لتونس. وكما هو معروف فإن الموقف الفرنسي من الثورة التونسية كان في البداية متذبذبا بل جاء مخالفا لما توقعه التونسيون من بلد على غرار فرنسا عاش ثورة شعبية عارمة ويطرح نفسه اليوم على أنه على رأس قائمة البلدان المدافعة عن الحريات وعن حقوق الإنسان في العالم. ورغم أن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ومن خلال تصريحاته والتغيير الذي أجراه على رأس الديبلوماسية الفرنسية التي كانت ترأسها السيدة « أليو ماري» سارع بتصحيح الأخطاء وهو ما كلف الوزيرة منصبها بعد أن عرضت خدمات تتمثل في كمّ من القنابل المسيلة للدموع إضافة إلى ما أسمته بالخبرة الفرنسية في مواجهة المظاهرات أو على الأصح قمعها فإن شيئا ما تكسر في العلاقة مع فرنسا وبات من الصعب جبره رغم المحاولات الرسمية من الجانبين. ولئن كان من الصعب على أي شخصية سياسية فرنسية اليوم أن تقنع التونسيين بأن الموقف الفرنسي الرسمي السلبي من الثورة التونسية عندما كانت في بدايتها مجرد قوس وقع غلقه بسرعة فإن رغبة «دي لاميسيزيار» في توضيح بعض الأمور قد تجد آذانا صاغية ذلك أن السفير السابق معروف عنه أنه لم يكن من فئة السفراء الذين كان يحبذهم النظام السابق. المثير للفضول في هذا الكتاب أن صاحبه لم يكن وعلى خلاف السفراء الذين جاؤوا قبله وكذلك الذين حلوا محله لم يكن غير آبه بالخروقات التي كان يمارسها نظام بن علي خاصة في مجال الرشوة والفساد وعدم احترام حقوق الإنسان ولم يكن متملقا. « دي لاميسيزيار» معروف عنه تعامله مع المعارضة التي كانت تنشط زمن بن علي ولم يكن يتحاشاها إرضاء للرئيس المخلوع. معروف عنه كذلك أنه كان جديا بخصوص ملاحظاته حول الوضع السياسي في تونس وينتظر أن يضم كتابه برقيتين سريتين في هذا السياق كان قد أرسلهما إلى السلطات الفرنسية. وبالتالي فإنه متوقع أن يكون الكتاب الجديد للسفير الفرنسي السابق حاملا لأجوبة على أسئلة كثيرة بقيت معلّقة. الكتاب الجديد ووفق ما كشفت عنه دار النشر التونسية يقدم صورة واضحة عن الشخصيات السياسية التونسية والفرنسية التي كانت في الصدارة خلال الأعوام الأخيرة لحكم بن علي. سيراس للنشر وعدت بأنّ القارئ سيجد عبر صفحات الكتاب الأشياء وقد سمّاها صاحبها بأسمائها لأن السفير لم يعد مضطرّا بحكم وضعه الجديد للإلتزام بقانون السريّة. يركّز الكتاب على سيرة «العائلة الحاكمة « وعلى الشخصيات المقربة منها أو التي تدور في فلكها ويسلط الأضواء خاصة على الشخصيات السياسية التي كانت أكثر التزاما بسياسة المخلوع وأكثر إذعانا له إلخ. ويتوقع من الكاتب أن يوضّح كثيرا من الأمور خاصة فيما يتعلّق بعلاقة فرنسا بنظام بن علي المخلوع بعد أن أعلن «دي لاميسيزيار» من خلال كتابه خرق قانون الصمت ذلك أنّ الدول الكبرى اضطلعت بدور في مساندة الديكتاتورية وفي إطالة عمرها لأسباب أمنية بالخصوص. وتجدر الإشارة إلى أن توقيع الكتاب الجديد يتم يوم السبت 03 ديسمبر القادم بمكتبة ألف ورقة بالمرسى بداية من الخامسة مساء. الكتاب سيكون متوفرا بالمكتبات بتونس بداية من غرة ديسمبر.